أمالي ابن الحاجب
محقق
د. فخر صالح سليمان قدارة
الناشر
دار عمار - الأردن
مكان النشر
دار الجيل - بيروت
تصانيف
تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم﴾ (١)، فذكّر الضمير العائد على الإخفاء. ولو قصد الصدقات لقال: فهي. فلئن (٢) قيل لِم أنَّث والذي عاد عليه مذكر؟ فالجواب: أن هذا على حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه، كقولك: القرية اسألها، فلما حذفت المضاف، بقي المضاف إليه على حالة، والتقدير: إبداؤها. والله أعلم بالصواب.
[إملاء ١٤]
[الجواب على إشكالين في قوله تعالى: "فتذكر إحداهما الأخرى"]
وقال أيضًا ممليًا بالقاهرة سنة ست عشرة على قوله تعالى: ﴿أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى﴾ (٣):
فيه إشكالان: أحدهما: أن قوله: أن تضل، ذُكر تعليلًا لاستشهاد المرأتين موضع رجل، ولا يستقيم في الظاهر أن يكون الضلال تعليلًا للاستشهاد، وإنما العلة التذكير. والإشكال الثاني: قال: فتذكر إحداهما الأخرى، وقياس الكلام في مثل ذلك أن يقال: فتذكرها الأخرى، لأنه قد تقدم الذكر، فلم يحتج إلى إعادة الظاهر (٤).
والجواب عن الأول: أن التعليل في التحقيق هو للتذكير، ومن شأن لغة العرب إذا ذكروا علة، وكان للعلة علة قدموا ذكر علة العلة، وجعلوا العلة معطوفة عليها بالفاء لتحصل الدلالتان معا بعبارة واحدة، كقولك: أعددت الخشبة أن يميل الحائط فأدعمها؛ فالإدعام هو العلة في إعداد الخشبة،
(١) البقرة: ٢٧١. (٢) في م: فإن. وفي س: فإن قلت. (٣) البقرة: ٢٨٢. وقبلها: "فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء". (٤) في م: فلم يحتج إليه.
1 / 127