أمالي السيد المرتضى *

الشريف المرتضى ت. 436 هجري
138

أمالي السيد المرتضى *

محقق

محمد أبو الفضل إبراهيم

الناشر

دار إحياء الكتب العربية (عيسى البابي الحلبي وشركاه)

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٧٣ هـ - ١٩٥٤ م

فأما قوله: «الكثر ستّون» فمعناه الكثير، تقول العرب: نسأل الله الكثر، ونعوذ به من القلّ؛ أى نسأله الكثير، ونعوذ به من القليل؛ وقال الشاعر: فإنّ الكثر أعيانى قديما ... ولم أقتر لدن أنّى غلام (١) وقال الآخر: وقد يقصر القلّ الفتى دون همّه ... وقد كان لولا القلّ طلّاع أنجد (٢) والكريمة، يعنى بها كرائم ماله. و«أمنح الغزيرة»، أى أعطيها من يحلبها ويردّها، ومن ذلك الحديث: «العارية مؤدّاة، والمنحة (٣) مردودة، والزعيم [غارم، والدّين مقضىّ] (٤)» فالمنحة الناقة أو الشاة يدفعها الرجل إلى من يحلبها وينتفع بلبنها ثم يردها عليه، والزعيم: الكفيل، ويقال له أيضا القبيل (٥) والصّبير والحميل، ومنه قوله تعالى: وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ؛ [يوسف: ٧٢]، قال الشاعر: فلست بآمر فيها بسلم ... ولكنّى على نفسى زعيم (٦) وقال آخر: قلت كفّى لك رهن بالرّضا ... فازعمى يا هند قالت قد وجب (٧) معناه اكفلى، ويروى: «فاقبلى»، من القبيل الّذي هو الكفيل أيضا.

(١) البيت فى اللسان (كثر)، ونسبه إلى رجل من ربيعة، وفى حاشيتى ت، ف: «أى لم أكن قبل مكثرا ولا مقترا، يصف حاله بالتوسط، والإقتار: الفقر». (٢) البيت فى اللسان (قلل، ونسبه إلى خالد بن علقمة الدارمىّ، وأنشد قبله: ويل أمّ لذّات الشّباب معيشه ... مع الكثر يعطاه الفتى المتلف النّدى. (٣) حاشية ت (من نسخة): «المنيحة»، وهى والمنحة بمعنى. (٤) حاشية ت (من نسخة): «والدين مقضى، والزعيم غارم». (٥) القبيل: الكفيل والعريف، وقد قبل يقبل قبالة؛ أى يكفل. (٦) حاشية ف: «معناه لا أملك إلا نفسى». (٧) البيت لعمر بن أبى ربيعة؛ وهو فى ديوانه ٣٧٨، وفى حاشية ف: «أى ضمنت وحلفت على نفسى ألا أجاوز رضاك، فافعلى مثله».

1 / 109