54

العلاج والرقى

تصانيف

يُستشفى بشربه، ويُتداوى به، كما وتُحقَّق به المطالب الطيبة، عند صلاح قصد شاربه. قال رسول الله ﷺ: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ» (٩٣) [وَشِفَاءُ سُقْمٍ] (٩٤)، وقال ﵊: «خَيْرُ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الأَْرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ، فِيهِ طَعَامُ الطُّعْمِ وَشِفَاءُ السُّقْمِ» (٩٥) وقال أبو ذرٍّ ﵁ وكان قد تغذّى بشرب ماء زمزم ثلاثين، بين ليلة ويومٍ - (ما كان لي طعامٌ إلا ماءُ زمزمَ، فسَمِنْتُ حتى تكسَّرَتْ عُكَنُ (٩٦) بطني، وما أجد على كبدي سُخْفَةَ (٩٧) جوع) (٩٨) . وقال ﵊: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» (٩٩)، [فَإِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي

(٩٣) جزء من حديث أخرجه مسلم مطوّلًا - في قصة إسلام أبي ذر ﵁ كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي ذرٍّ، برقم (٢٤٧٣) . (٩٤) هذه الزيادة، هي للإمام الطيالسي، في مسنده برقم (٤٥٩)، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (٣/٤٩٣): وزاد الطيالسي من الوجه الذي أخرجه منه مسلم: وقوله ﷺ: «وَشِفَاءُ سُقْمٍ» . اهـ. لذا، فإن هذه الزيادة حسنة أو صحيحة، إذا ما جرينا على قاعدة ابن حجر ﵀ في إيراده لها في زيادات الباب. و«وَشِفَاءُ سُقْمٍ» لفظ يفيد العموم، فهي شفاء للأسقام الحسية والمعنوية، كما أفاده الفقيه ابن حجر الهيتمي ﵀. انظر: «التحفة» (٤/١٣٤) . (٩٥) أخرجه الطبراني في "معجمه الكبير"؛ برقم (١١١٦٧)، وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (٢/١٣٣): رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات. اهـ. وحسَّنه الألباني. انظر: صحيح الترغيب والترهيب رقم (١١٦١) . وله شاهد من حديث أبي ذرٍّ مرفوعًا، بلفظ: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ» . أخرجه مسلم برقم (٢٤٧٣) - وقد سبق ذكره آنفًا في الهامش الأسبق - والحديث أخرجه أحمد في مسنده، مطوَّلًا (٥/١٧٤)، من حديث أبي ذرٍّ أيضًا ﵁.. (٩٦) عَكَنَ الشيءُ: إذا تجمَّع بعضُه فوق بعض وانثنى، والعُكْنة: ما انطوى وتثنّى من لحم البطن سِمَنًا. انظر: "المعجم الوسيط"، (عكن) . (٩٧) سُخْفَةَ جوع، يعني: رِقَّته وهُزاله، وقيل: هي الخفة التي تعتري الإنسان إذا جاع. انظر: "النهاية" لابن الأثير (٢/٣١٥) . (٩٨) جزء من حديث سبق تخريجه آنفًا بالهامش ذي الرقم (٩٣) . (٩٩) انفرد بتخريجه - من أصحاب الكتب الستة - ابنُ ماجَهْ، كتاب: المناسك، باب: الشرب من زمزم، برقم (٣٠٦٢)، عن جابر ﵁ وهو في مسند الإمام أحمد في موضعين، من حديث جابر أيضًا، برقم (١٤٩١٠) وبرقم (١٥٠٦٠) . وعند الحاكم في المستدرك (١/٤٧٣) . وروي موقوفًا على معاوية ﵁، بلفظ «زَمْزَمُ شِفَاءٌ، وَهِيَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» . قال ابن حجر ﵀: هذا إسناد حسن، مع كونه موقوفًا، وهو أحسن من كل إسناد وقفت عليه لهذا الحديث. انظر: جزءًا فيه الجواب عن حال الحديث المشهور: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ»، للإمام ابن حجر ﵀. ص٨. وقال الحافظ في الجزء المشار إليه، بعد ذكره طرق ورود حديث: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ»، قال: وإذا تقرر ذلك، فمرتبة هذا الحديث عند الحفَّاظ باجتماع هذه الطرق يَصْلُح للاحتجاج به، على ما عُرف من قواعد أئمة الحديث. اهـ. وقال الحافظ الدمياطي في "المتجر الرابح" ص ٣١٨: «رواه أحمد وابن ماجه بإسنادٍ حَسَن» . اهـ. والحديث صحَّحه الألباني. انظر: صحيح الجامع الصغير برقم (٥٥٠٢) .

1 / 59