العلاج والرقى

تصانيف

الْعِلاَجُ وَالرُّقى بِمَا صَحَّ عَنِ الْمُصْطَفى ﷺ تأليف د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي تقديم العلاّمة الشيخ د/ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

1 / 1

تقديم فضيلة العلاّمة الشيخ د. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلَّمه البيان، ونشهد أن لا إله إلا الله ربُّ الأكوان، ونشهد أن محمَّدًا عبده ورسولُه إلى الإنس والجانِّ، صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان. وبعدُ، فقد قرأت هذه الرسالةَ التي صنَّفها الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي حفظه الله تعالى، وقد أجاد فيها وأفاد؛ فذكر الأدعية والأوراد من القرآن والحديث النبويِّ، ثم ذكر أنواعًا من الأدوية التي لها تأثير في العلاج

1 / 5

وشفاء الأسقام، والتي ورد النصُّ عليها في الحديث النبويِّ، ووضَّح دلالتها وكيفيةَ العلاج بها، وذكر أنواعًا من الأمراض الجسديَّة والروحيَّة، والتي قد يستعصي العلاج لها على الأطبَّاء ذوي الاختصاص، فيلجؤن إلى العلاج النبويِّ؛ كالسحر والعين، وذَكَر ما شُرِع من عيادة المريض والدعاءِ له، إلى آخر ما ذكر مما يُعتَمد فيه على الدليل، فجزاه الله تعالى أحسنَ الجزاء ونفع بعلومه. والله أعلم، وصلّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وآله وصحبه وسلَّم. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عضو إفتاء متقاعد ١٨/٦/١٤٢٧هـ

1 / 6

المقدِّمة الْحَمْدُ لِلّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ، مُقَدِّرِ الأَْقْدَارِ، وَمُصَرِّفِ الأُْمُورِ عَلَى مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ، أَحْمَدُهُ - سُبْحَانَهُ - أَبْلَغَ حَمْدٍ وَأَزْكَاهُ، حَمْدًا يَبْلُغُ بِصَاحِبِهِ نِهَايَةَ الأَْوْطَارِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اصْطَفَاهُ رَبُّهُ مِنْ خِيَارِ الأَْخْيَارِ، فهو أَكْرَمُ الْخَلْقِ وَأَزْكَاهُمْ، وَأَعْلَمُهُمْ بِمَوْلاَهُ وَأَتْقَاهُمْ، وَأَبْلَغُهُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَأْفَةً وَرَحْمَةً، وَتَلَطُّفًا وَرِفْقًا، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلى آلِهِ الْمُطَهَّرِينَ،

1 / 7

وَأَصْحَابِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ لَمَّا اسْتَقَرَّ فِي حِسِّ كُلِّ ذِي لُبٍّ وَعَيَانِهِ أَنَّ الدُّنْيَا دَارُ عُبُورٍ وَفَنَاءٍ، لاَ دَارَ حُبُورٍ وَلاَ بَقَاءٍ، وَأَنَّ حَالَ الإِْنْسَانِ فِيهَا دَأْبُهُ فِي مُكَابَدَةِ مَضَايِقِ الْحَيَاةِ وَمَشَاقِّهَا، وَبِخَاصَّةٍ ابْتَلاَؤُهُ فِيهَا بِصُنُوفِ الأَْسْقَامِ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ جَارِيَةٌ فِي النَّاسِ؛ غَنِيِّهِم وَفَقِيرِهِم، صَالِحِهِم وَطَالِحِهِم، كَبِيرِهِم وَصَغِيرِهِم، لَمَّا كَانَ الْحَالُ مَا ذَكَرْتُهُ فَقَدْ هَرَعَ الْعُقَلاَءُ مِنَ النَّاسِ إِلى الإِْقْرَارِ بِضَعْفِ الْخِلْقَةِ مَعَ قِلَّةِ الْحِيلَةِ، وَانْعِدَامِ الْحَوْلِ وَالْوَسِيلَةِ، وَلاَذَ

1 / 8

الْبُصَرَاءُ مِنْهُمْ بِكَنَفِ مَوْلاَهُم، وَتَشَبَّثُوا بحُسْن عِنَايَتِهِ، وَعَلَّقُوا الْقَلْبَ بِعَظِيمِ قُدْرَتِهِ، وَوَاسِعِ تَلَطُّفِهِ وَرَحْمَتِهِ، فَتَحَرَّوْا فِي الدُّعَاءِ مَا هُوَ أَدْعى لِلإِْجَابَةِ وَأَقْرَبَ لِلشِّفَاءِ، فَلَمْ يَجِدُوا بُدًَّا مِنَ اتِّبَاعِ سَبِيلِ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَهَدْيِهِ الْكَِريمِ فِي الرَّقْيِ وَالتَّدَاوِي، مُعْتَقِدِينَ بِأَنَّ مَا رَقى بِهِ أَوْ أَرْشَدَ إِلَيْهِ مِنْ دَوَاءٍ كَانَ فِيهِ - يَقِينًا - مُنْتَهى التَّمَامِ وَغَايَةُ الْمَرَامِ. هَذا، وَلَمَّا كُنْتُ قَدْ صَنَّفْتُ كِتَابًا مُخْتَصًّا بِالرَّقى، بِمُسَمَّى (اِرْقِ نَفْسَكَ وَأَهْلَكَ بِنَفْسِكَ)، وَضَمَّنْتُهُ عُمُومَ مَا يُرْقَى بِهِ مِمَّا يُرْجى نَفْعُهُ، مِمَّا خَلاَ مِنْ نَوْعِ

1 / 9

شِرْكٍ أَوْ مُخَالَفَةٍ لِمَأْثُورٍ، عَامِلًا فِي ذَلِكَ بِعُمُومِ دَلاَلَةِ قَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ: «اُعْرُضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لاَ بَأْسَ بِالرُّقى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ» (١)، ثُمَّ لَمَّا اطَّلَعَ عَلَى كِتَابِي الْمَذْكُورِ إِخْوَةٌ فُضَلاَءُ، سَألَنِي بَعْضُهُمْ أَنْ أُفْرِدَ مُصَنَّفًا يَسِيرًا أَقْتَصِرُ فِيه عَلَى ذِكْرِ خُصُوصِ الرُّقى مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ الَّتِي ثَبَتَ الدَّلِيلُ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الرَّقْيِ بِهَا، فَأَجَبْتُهُمْ إِلَى مَطْلَبِهِمْ - مُكْرَمِينَ - وَقَدْ بَدَا لِي بَعْدَهَا أَنْ أُتْبِعَ هَذِهِ الرُّقى بِبَيَانِ جُمْلَةٍ مِمَّا صَحَّ مِنَ الْهَدْيِ النَّبوِيِّ فِي أُصُولِ التَّدَاوِي، وَصُنُوفِ الْعِلاَجِ النَّبوِيِّ بِمُفْرَدَاتِ الأَْدْوِيَةِ الطَّبِيعِيَّةِ، لِيَتَكَامَلَ بِذَلِكَ عِقْدُ هَذَا الْكِتَابِ؛ بِإِضَافَةِ الْعِلاَجِ الْحِسِّيِّ

(١) أخرجه مسلم، كتاب: السلام، باب: لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك، برقم (٢٢٠٠)، عن عوف بن مالك الأشجعيِّ ﵁.

1 / 10

إِلَى ذَلِكَ الْمَعْنَوِيِّ. وَلاَ تَضَادَّ أَلْبَتَّةَ فِي شَأْنِ الرُّقى بَيْنَ هَذَا الْكِتَابِ وَسَابِقِهِ؛ فَهُمَا - لِمَنْ تَأَمَّلَ - صِنْوَانِ يَخْرُجَانِ مِنْ أَصْلٍ وَاحِدٍ، وَيَدْخُلاَن جَمِيعًا فِيمَا يُشْرَعُ الرَّقْيُ بِهِ، وَالْمُؤْمِنُ فِي خِيَرَةٍ مِنْ أَمْرِهِ، إِنْ شَاءَ اقْتَصَرَ عَلَى الْخَاصِّ مِنَ الْرُّقى، وَإِنْ شَاءَ تَوَسَّعَ فِي شَأْنِهَا، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ [البَقَرَة: ١٤٨] . هَذَا، وَقَدْ تَيَسَّرَ - بِحَمْدِ اللهِ - تَسْجِيلُ هَذِهِ الرُّقى الْمُبَارَكَةِ، مَعَ صُنُوفِ الْعِلاَجِ النَّبْوِيِّ صَوْتِيًّا؛ لِيَتَسَنَّى لِلْقَارِئِ الاِْسْتِفَادَةُ الْقُصْوَى مِنْ ذَلِكَ كُلِّه.

1 / 11

وَهَا أَنَا ذَاَ أَشْرَعُ - بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ - فِي جَمْعِ هَذَا الْكِتابِ، رَاجِيًا أَنْ يَكُونَ الْعَمَلُ بِمَا فِيهِ مِنَ الرُّقى وَالْمُدَاوَاةِ سَبَبًا مُتَيَقَّنًا - إِنْ شَاءَ اللهُ - لِلشِّفَاءِ. وَقَدْ سَمَّيْتُهُ - بِعَوْنِ اللهِ تَعَالى -: (الْعِلاَجُ وَالرُّقى بِمَا صَحَّ عَنِ الْمُصْطَفى ﷺ، وَجَعَلْتُهُ عَلَى سِتَّةِ فُصُولٍ جَاءَتْ بَعْدَ الْمُقَدِّمَةِ، كَالآْتِي: الأَْوَّلُ: ذِكْرُ رُقًى مَشْرُوعَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَالسُّنَّةِ الْمُطَهَّرَةِ. الثَّانِي: مُسَلَّمَاتٌ بَيْنَ يَدَيِ الْعِلاَجِ النَّبَوِيِّ. الثَّالِثُ: أُصُولُ الشِّفَاءِ الثَّلاَثَةُ. الرَّابِعُ: بَيَانُ صُنُوفٍ مِنَ الْعِلاَجِ النَّبَويِّ

1 / 12

بِمُفْرَدَاتِ الأَْدْوِيَةِ الطَّبِيعِيَّةِ. الْخَامِسُ: الهَدْيُ النَّبَوِيُّ فِي عِلاَجِ الأَمْرَاضِ الْمَعْنَوِيَّةِ. السَّادِسُ: الْهَدْيُ النَّبَوِيُّ فِي اعْتِبَارِ الْحَالِ النَّفْسِيَّةِ لِلْمَرْضَى. هَذَا، وَإِنِّي أَسْأَلُ اللهَ الْكَرِيمَ التَّوْفِيقَ لِحُسْنِ النِّيَّاتِ، وَالإِْعَانَةَ عَلى صُنُوفِ الطَّاعَاتِ، وَأَنْ يَجْعَل - بِمَنِّهِ وَفَضْلِهِ - كِتَابِي هَذَا نَافِعًا لِعِبَادِهِ، نَفْعًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، وَأَنْ يَجْعَلَهُ فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِي يَوْمَ أَلْقَاهُ، إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالْقَادِرُ عَلَيْهِ. د/ خالد بن عبد الرحمن الجريسي

1 / 13

الفصل الأول: الرقى المشروعة من القرآن الكريم، والسُّنَّة المُطهَّرة أولًا: الرقى من القرآن الكريم فاتحة الكتاب (٢): ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ *إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ *﴾ .

(٢) لحديث أبي سعيد الخدري ﵁، قال: انطلق نفر من أصحاب النبيِّ ﷺ، في سَفْرة سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبَوْا أن يُضيِّفوهم، فلُدِغ سيِّدُ ذلك الحيِّ، فسعَوْا له بكل شيءٍ، لا يَنْفَعُه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرَّهْطَ الذين نزلوا، لعلَّه أن يكون عند بعضهم شيء، فأتَوْهم، فقالوا: يا أيها الرهطُ، إن سيِّدَنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحدٍ منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم واللهِ، إني لأرقي، ولكنْ واللهِ لقد استضفناكم فلم تُضَيِّفونا، فما أنا بِراقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعلًا. فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يَتْفُل عليه، ويقرأ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *﴾ فكأنما نُشِط من عِقالٍ، فانطلق يمشي وما به قَلَبَة. قال: فأَوْفَوْهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه. فقال بعضهم: اقسِموا. فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبيَّ ﷺ فنذكرَ له الذي كان، فننظرَ ما يأمرُنا. فقَدِموا على رسول الله ﷺ، فذكروا له. فقال: «وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ»، ثم قال: «قَدْ أَصَبْتُم، اِقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا، فضحك رسول الله ﷺ» . متفق عليه: أخرجه البخاري؛ كتاب: الإجارة، باب: ما يُعطى على الرقية، برقم (٢٢٧٦)، ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار، برقم (٢٢٠١) . ... ومعنى الجُعْل: ما يُعطى على العمل من أجرة. ونُشط من عقال: أي حُلّ من مرضه حالًا، كأنْ ليس به شيء، فقام يمشي سليمًا كما تقوم الدابة إذا حُلّ عنها الحبل الذي يُشد به ذراعها. أما القَلَبَة، فهي: العِلّة، وسمي بذلك لأن الذي تصيبه علة يتقلب من جنب إلى جنب ليعلم موضع الداء منه. انظر: اللؤلؤ والمرجان لمحمد فؤاد عبد الباقي (٣/٦٢) .

1 / 15

آية الكرسي (٣): ﴿اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ *﴾ . الآيتان من آخر سورة البقرة (٤): ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ

(٣) لحديث أبي هريرة ﵁، قال: وكَّلني رسولُ الله ﷺ بحفظ زكاة رمضانَ، فأتاني آتٍ، فجعل يحثو من الطعام، فأخذتُه، فقلت: لأرفعنَّك إلى رسول الله ﷺ فذكر الحديثَ، وفيه أن النبيَّ ﷺ أخبره أن هذا الآتي هو شيطان، وأنه سيعود في الليلة الثانية والتي تليها، - فقال ذلك الشيطان اللصُّ في الليلة الثالثة: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبيُّ ﷺ: «صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ» . ... أخرجه البخاري، - مطوّلًا - في كتاب: الوكالة، باب: إذا وكَّل رجلًا فترك الوكيلُ شيئًا فأجازه فهو جائز، برقم (٢٣١١)، ومختصرًا - وهو ما أوردته في هذا الهامش - في كتاب: بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده، برقم (٣٢٧٥) . ... فائدة: قصة أبي هريرة ﵁ مع ذلك الجني، تكرر حصولُ مثلِها أيضًا مع اثنين من الصحابة ﵃؛ هما أبو أيوب الأنصاري وأبيُّ بن كعب ﵄، أخرج الأولى الترمذي (٢٨٨٠)، والحاكم (٣/٤٥٩)، وغيرهما. قال الألبانيُّ: صحيح لغيره. انظر صحيح الترغيب والترهيب: رقم (١٤٦٩) . والثانية أخرجها ابن حبان (٢/٧٩)، برقم (٧٨٤ - مع الإحسان)، والحاكم (١/٥٦١) . (٤) لحديث أبي مسعود البدري ﵁: «الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» . متفق عليه: أخرجه البخاري؛ كتاب: المغازي، بابٌ بعد بابِ شهود الملائكة بدرًا، برقم (٤٠٠٨)، ومسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، برقم (٨٠٧) .

1 / 16

الْمَصِيرُ *لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *﴾ . سورة الإخلاص، والمعوِّذتان، (ثلاث مرات) (٥): ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ *﴾ [الإخلاص] . ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِنْ شَرِّ مَا

(٥) لحديث عبد الله بن خُبيبٍ ﵁؛ قال: خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسولَ الله ﷺ يصلِّي لنا، قال: فأدركته، فقال: «قُلْ» فقلت: ما أقول؟ قال: «قُلْ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *﴾ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ، حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ» . أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (٥٠٨٢)، والترمذيُّ - واللفظ له -؛ كتاب: الدعوات، باب: الدعاء عند النوم، برقم (٣٥٧٥) . قال أبو عيسى (الترمذي): هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. اهـ. والحديث حسّنه الألبانيُّ ﵀ انظر: صحيح الترمذي برقم (٢٨٢٩)، وصحيح أبي داود برقم (٤٢٤١) . ... كذلك يشرع التعوذ بالمعوِّذتين، لقول النبيِّ ﷺ لعقبةَ بن عامرٍ ﵁: «يَا عُقْبَةُ تَعَوَّذْ بِهِمَا، فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا» . وقال عقبةُ: وسمعتُه ﷺ يؤمُّنا بهما في الصلاة. أخرجه أبو داود؛ كتاب: الوتر، باب: في المعوِّذتين، برقم (١٤٦٣) . والمقصود بالصلاة في الرواية: صلاة الصبح، كما صرَّح به عقبةُ عند أبي داودَ برقم (١٤٦٢) . والحديث صحَّحه الألبانيُّ ﵀. انظر: صحيح أبي داود للألباني، برقم (١٢٩٨) .

1 / 17

خَلَقَ *وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ *وَمِنْ شَرِّ النَفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ *وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *﴾ [الفَلَق] . ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ *إِلَهِ النَّاسِ *مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ *الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ *﴾ [النَّاس] .

1 / 18

ثانيًا: الرقى والتعوُّذات النبويَّة ١- أَعُوذُ بالله السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ؛ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ (٦) . ٢- أعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّة، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّة، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّة (٧) . ٣- أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّات كُلِّهُنَّ، مِنْ شرِّ مَا خَلَقَ (٨) . ٤- أَعُوذُ بِوَجْه اللهِ الْكَرِيمِ، وَبِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ اللاَّتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وشَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَشَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ وَشَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ َطوارِق اللَّيْلِ

(٦) أخرجه أبو داود، كتاب: الصلاة، باب: من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك، برقم (٧٧٥) . والترمذيُّ، كتاب: الصلاة، باب: ما يقول عند افتتاح الصلاة، برقم (٢٤٢)، عن أبي سعيد الخدري ﵁. قال الترمذي: وحديث أبي سعيد ﵁ أشهر حديث في هذا الباب. اهـ. (٧) أخرجه البخاري، كتاب: أحاديث الأنبياء، باب (١٠)، بعد باب: يَزِفُّون، برقم (٣٣٧١)، عن ابن عباس ﵄. (٨) جزء من حديث أخرجه مسلم، كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: في التعوذ من سوء القضاء، برقم (٢٧٠٨)، عن خولةَ بنتِ حكيمٍ السُّلَميةِ ﵂. ولفظ «كُلِّهِنَّ»، زيادة عند أحمد (٥/٣٦٤)، عن رجل مِنْ أَسْلم.

1 / 19

وَالنَّهَارِ إلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، يَا رَحْمنُ (٩) . ٥- اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِوَجْهِك الْكَرِيم$ِ وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ، مِنْ شَرِّ مَا أَنْتَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ تَكْشِفُ الْمَغْرَمَ وَالْمَأْثَمَ، اللَّهُمَّ لا يُهْزَمُ جُنْدُكَ، ولا يُخْلَفُ وَعْدُكَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ (١٠) . ٦- بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. (ثلاث مرات) (١١) . ٧- بِسْمِ اللهِ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ (١٢) .

(٩) أخرجه أحمد في مسنده (٣/٤١٩)، من حديث عبد الرحمن بن خنبشٍ ﵁. ومالك في موطئه (٥١/٤)، كتاب: الشعر، باب: ما يؤمر به من التعوذ، برقم (١٠)، مرسلًا عن يحيى بن سعيد ﵀. والبخاري في تاريخه الكبير (٣/١/٢٤٨) معلّقًا، والبيهقي في "الدلائل" (٧/٩٥) من حديث عبد الرحمن بن خنبش ﵁ أيضًا، وجوّد إسناده المنذريُّ في "الترغيب والترهيب" (٢/٤٥٧)، كما صحَّحه المتقي الهندي في "كنز العمال" (٢/٦٦٥) . وصحّحه الألبانيُّ. انظر: صحيح الجامع الصغير، برقم (٧٤) . (١٠) أخرجه أبو داود، كتاب: الأدب، باب: ما يقال عند النوم، برقم (٥٠٥٢)، عن عليٍّ ﵁. (١١) أخرجه أبو داود، كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (٥٠٨٨)، عن عثمانَ بنِ عفّان ﵁. صحَّحه الألبانيُّ. انظر: صحيح أبي داود، برقم (٤٢٤٤) . (١٢) أخرجه أحمد في المسند (٢/١٨١)، وأبو داود؛ كتاب: الطب، باب: كيف الرُّقى؟ برقم (٣٨٩٣)، والترمذيُّ - وحسّنه -؛ كتاب: الدعوات، باب: دعاء الفزع في النوم، برقم (٣٥٢٨)، من حديث عبد الله بن عمرو ﵄.

1 / 20

٨- بِسْمِ الله (ثلاثًا)، أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ. (سبع مرات) (١٣) . ٩- بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللهُ يَشْفِيكَ، بِسْمِ اللهِ أَرْقِيك (١٤) . ١٠- بِسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ (١٥) . ١١- بِسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا (١٦) .

(١٣) أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء، برقم (٢٢٠٢)، عن عثمان بن أبي العاص الثقفي ﵁. وعند الترمذي بلفظ: «أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ....» الحديث، برقم (٣٥٨٨)، عن أنس ﵁. (١٤) أخرجه مسلم، كتاب: السلام، باب: الطِبِّ والمرض والرُّقى، برقم (٢١٨٦)، عن أبي سعيد الخُدْري ﵁. (١٥) أخرجه مسلم، كتاب: السلام، باب: الطِبِّ والمرض والرُّقى، برقم (٢١٨٥)، عن عائشة ﵂. (١٦) أخرجه البخاري - بلفظه -؛ كتاب: الطب، باب: رقية النبيِّ ﷺ، برقم (٥٧٤٥)، عن عائشة ﵂، ومسلم - بزيادة: «قال النبيُّ ﷺ بإصبعه هكذا، ووضع سفيانُ سَبَّابته في الأرض ثم رفعها ...» الحديث - في كتاب: السلام، باب: استحباب الرقية، برقم (٢١٩٤)، عنها أيضًا.

1 / 21

١٢- اللهُمَّ، أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا (١٧) . ١٣- اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ. (ثلاث مرات) (١٨) . ١٤- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي (١٩) . ١٥- اللهُمَّ اشْفِ عَبْدَك يَنْكَأْ (٢٠) لَكَ عَدُوًّا، أَوْ يَمْشِي لَكَ إِلَى صَلاَةٍ (٢١) . ١٦- اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا

(١٧) متفق عليه من حديث عائشة ﵂: أخرجه البخاري، كتاب: المرضى، باب: دعاء العائد للمريض، برقم (٥٦٧٥) . ومسلمٌ، كتاب: السلام، باب: استحباب رقية المريض، برقم (٢١٩١) . (١٨) أخرجه أبو داود، كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (٥٠٩٠)، عن أبي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بن الحارث ﵁. وفيه: «تُعِيدُهَا ثَلاَثًا حِينَ تُصْبِحُ، وَثَلاَثًا حِينَ تُمْسِي» . والترمذيُّ - وحسَّنه - بلفظ: «جَسَدِي» بدلًا من «بَدَنِي»، ومن غير ذِكر «اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي»، وبزيادة «وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنِّي، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» كتاب: الدعوات، باب: دعاء: اللَّهم عافني في جسدي، برقم (٣٤٨٠)، عن عائشة ﵂. (١٩) أخرجه أحمد في مسنده (٤/٣٥٣)، من حديث عبد الله بن أبي أوفى ﵁. ومن عظيم فائدة هذا الدعاء بشرى النبيِّ ﷺ لمن دعا به بقوله: «أَمَّا هَذَا فَقَدْ مَلَأَ يَدَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ»، كما في الرواية عينِها. حسَّنه الألباني. انظر: صحيح الترغيب والترهيب برقم (١٥٦١) . (٢٠) ينكأُ العدوَّ: يغلبه ويهزمه. قال الفيوميُّ: نكأتُ في العدوِّ نَكْأً (من باب: نفع)، لغة في نَكَيْتُ فيه أَنْكِي (من باب: رَمَى)، والاسم: «النِّكاية» بالكسر: إذا قتلتَ وأثخَنْتَ. انظر: المصباح المنير ص ٢٣٩ (نكأ) . (٢١) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الجنائز، باب: الدعاء للمريض عند العيادة، برقم (٣١٠٧)، عن عبد الله ابن عمرو ﵄. صحَّحه الألباني. انظر: صحيح أبي داود، برقم (٢٦٦٤) .

1 / 22

وَالآخِرَةِ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ، وَأَهْلِي وَمَالِي، اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي (٢٢) . ١٧- اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ

(٢٢) أخرجه أبو داود، كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (٥٠٧٤)، عن عبد الله بن عمر ﵄. وهو في «الأدب المفرد» للبخاري، عنه أيضًا. صحَّحه الألباني. انظر: صحيح أبي داود، برقم (٤٢٣٩) . وصحيح «الأدب المفرد» برقم (١٢٠٠) . ... ومعنى «أَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي»، قال أبو داود: قال وكيع - أي ابن الجرَّاح -: يعني الخسف. ... فائدة: هذا الدعاء هو من مهمَّات الدعوات؛ لقول ابن عمر ﵄ في الرواية عينها -: لم يكن رسول الله ﷺ يَدَع هذه الدعوات حين يمسي وحين يصبح.

1 / 23

الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلاَءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي (٢٣) . ١٨- اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ (٢٤) . ١٩- لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٢٥) . ٢٠- اللَّهُمَّ مُطْفِئَ (مُطْفِي) الْكَبِيرِ وَمُكَبِّرَ الصَّغِيرِ، أَطْفِهَا عَنِّي (٢٦) . ٢١- لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (٢٧) .

(٢٣) أخرجه أحمد في مسنده، من حديث عبد الله بن مسعود ﵁ (١/٣٩١)، وقد أرشد رسول الله ﷺ في ختام هذا الحديث - إلى الحرص على تعلم هذا الدعاء بقوله: «يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا» . والحديث صحَّحه الألباني. انظر: السلسلة الصحيحة برقم (٩٩) . (٢٤) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (٥٠٩٠)، عن أبي بكرة نُفَيْع بن الحارث ﵁. بلفظ: «دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ ...» الحديث. حسَّنه الألباني. انظر: صحيح أبي داود، برقم (٤٢٤٦) . (٢٥) أخرجه الترمذي؛ كتاب: الدعوات، باب: في دعوة ذي النون، برقم (٣٥٠٥)، عن سعد بن أبي وقَّاصٍ ﵁. وأحمد في المسند (١/١٧٠)، من حديثه أيضًا، والحديث عند الحاكم في مستدركه (٢/٣٨٢)، وصحَّحه، ووافقه الذهبي. وصحَّحه الألباني. انظر: صحيح الترمذي، برقم (٢٧٨٥)، وصحيح الترغيب والترهيب برقم (١٨٢٦) . (٢٦) أخرجه أحمد في مسنده (٥/٣٧٠)، من حديث بعض أزواج النبيِّ ﷺ، والحاكم في المستدرك (٤/٢٠٦)، وصحَّحه، وسكت عنه الذهبي. وقال يحيى بن عمارة - أحد رجال الإسناد -؛ مبينًا معنى (عن بعض أزواج النبيِّ ﷺ قال: (وأظنها زينب ﵂ . (٢٧) متفق عليه، من حديث ابن عباس ﵄: أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: الدعاء عند الكرب، برقم (٦٣٤٥)، ومسلم؛ كتاب: الذكر والدعاء، باب: دعاء الكرب، برقم (٢٧٣٠) .

1 / 24