الوسطية في ضوء القرآن الكريم
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
عن النّواس بن سمعان ﵁ قال: قال رسول الله، ﷺ «ضرب الله مثلا صراطًا مستقيمًا، وعلى كَنَفي الصّراط سوران فيهما أبواب مفتَّحة، وعلى الأبواب ستور مُرخاة، وعلى الصّراط داعٍ يدعو يقول: يا أيّها النَّاس اسلكوا الصّراط جميعًا، ولا تعوجّوا، وداع يدعو على الصّراط، فإذا أراد أحدكم فتح شيء من تلك الأبواب قال: ويلك لا تفتحه فإنَّك إن تفتحه تلجه، فالصراط: الإسلام، والسّتور حدود الله، والأبواب المفتَّحة محارم الله، والداعي الذي على رأس الصّراط كتاب الله، والدّاعي من فوقه واعظ الله يذكر في قلب كل مسلم» (١) .
٥- وقال ﷺ «إنَّ في الجنَّة مائة درجة أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدَّرجتين كما بين السَّماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنَّه أوسط الجنَّة، أو أعلى الجنة» (٢) .
قال الحافظ ابن حجر: قوله: «أوسط الجنة أو أعلى الجنة» المراد بالأوسط هنا: الأعدل والأفضل، كقوله - تعالى -: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ (البقرة: من الآية ١٤٣) (٣) .
_________
(١) - أخرجه أحمد (٤ / ١٨٢، ١٨٣) . والحاكم في المستدرك (١ / ٧٣) . وقال: صحيح على شرط مسلم، ولا أعرف له علّة، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. قال الألباني: وهو كما قالا، انظر: المشكاة رقم (١٩١) . وروى هذا الحديث الترمذي - أيضًا - (٥ / ١٣٣) رقم (٢٨٥٩) . وقال: هذا حديث غريب. قال الألباني: وكأنه عنى الطريق التي أخرجها منه، وهي إحدى طريقي المسند.
(٢) - أخرجه البخاري (٣ / ٢٠٢) . والترمذي (٤ / ٥٨٢) رقم (٢٥٣٠) .
(٣) - انظر: فتح الباري (٦ / ١٣) .
1 / 34