الوسطية في ضوء القرآن الكريم
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
قال ابن كثير في الآية الأولى: ﴿كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ﴾ (المائدة: من الآية ٧٩) . أي: كان لا ينهى أحد منهم أحدًا عن ارتكاب المآثم، والمحارم، ثم ذمهم على ذلك ليحذّر أن يرتكب مثل الذي ارتكبوه، فقال: ﴿لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ (المائدة: من الآية ٧٩) .
وقال القرطبي: ﴿كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ﴾ (المائدة: من الآية ٧٩) أي لا ينهى بعضهم بعضًا. ﴿لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ (المائدة: من الآية ٧٩) ذم لتركهم النهي، وكذا من بعدهم يذم من فعل فعلهم (١) .
وقال الطبري في الآية الثانية: ﴿لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ﴾ (المائدة: من الآية ٦٣) . هلاّ ينهى هؤلاء الذين يسارعون في الإثم والعدوان وأكل الرشاء في الحكم من اليهود من بني إسرائيل ربانيوهم، وهم أئمتهم المؤمنون، وساستهم العلماء بسياستهم وأحبارهم، وهم علماؤهم وقوادهم.
(١) - انظر: تفسير القرطبي (٦ / ٢٥٣) .
1 / 234