الوسطية في ضوء القرآن الكريم
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
ثم قال: سنح لي وقوي بعد تمعّن احتمال قوله - تعالى -: ﴿وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ (البقرة: من الآية ٢٣٨) بعد قوله: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾ (البقرة: من الآية ٢٣٨) لأن يكون إرشادًا وأمرًا بالمحافظة على أداء الصلاة أداءً متوسّطًا، لا طويلا مُملا، ولا قصيرًا مُخلا، أي: والصلاة المتوسطة بين الطول والقصر، ويؤيّده الأحاديث المرويَّة عنه، ﷺ في ذلك قولا وفعلا.
ثم مرَّ بي في القاموس حكاية هذا قولا، حيث ساق في مادة (وسط) الأقوال في الآية، ومنها قوله: أو المتوسّطة بين الطّول والقصر، قال شارحه الزّبيدي. وهذا القول ردّه أبو حيّان في البحر.
ثم سنح لي احتمال وجه آخر، وهو أن يكون قوله: ﴿وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ (البقرة: من الآية ٢٣٨) أريد به توصيف الصَّلاة المأمور بالمحافظة عليها بأنَّها فُضلى، أي ذات فضل عظيم عند الله، فالوسطى بمعنى الفُضلى من قولهم للأفضل: الأوسط (١) .
٤- أما رشيد رضا فقال:
_________
(١) - انظر: تفسير القاسمي (٣ / ٦٢٢، ٦٢٦) .
1 / 22