الوسطية في ضوء القرآن الكريم
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
الأدلة من السنة النبوية:
جاء في سورة براءة وصف الرسول، ﷺ ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (التوبة:١٢٨) . وكذلك فقد جاءت الأحاديث عنه، ﷺ تبين يسر هذا الدِّين، وتحمل النّهي عن التّشدّد والتّعمّق والغلوّ، بل ترك، ﷺ كثيرًا من الأعمال رحمة بأمّته وخشية من أن يشقّ عليها، وهذا يخالف يسر الدّين وسماحته (١) .
وسأذكر بعض الأحاديث التي تؤكّد حقيقة يسر الإسلام وبعده عمَّا يخرج عن منهج الوسطيَّة.
وقد تنوَّعت أساليب رسول الله، ﷺ في توجيه أمّته لهذه الحقائق وتأصيلها.
فنجد في الأحاديث ما جاء صريحًا في بيان أنَّ هذا الدّين دين اليسر والسّماحة، وأنَّه، ﷺ بُعِثَ بذلك.
فقد روت عائشة ﵂ أنَّ رسول الله، ﷺ قال: «إنَّ الله لم يبعثني معنّتًا ولا متعنِّتًا، ولكن بعثني معلِّمًا ميسِّرًا» (٢) .
وقال لمعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري لمَّا بعثهما إلى اليمن: «يَسِّرا ولا تُعسِّرا وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا» (٣) .
(١) - انظر: رفع الحرج ص (٧٥)، والإشارة للغلو والمشقة. (٢) - أخرجه مسلم (٢ / ١١٠٥) رقم (١٤٧٨) . (٣) - أخرجه البخاري (٥ / ١٠٨) . ومسلم (٣ / ١٣٥٩) رقم (١٧٣٣) .
1 / 120