العروة الوثقى في ضوء الكتاب والسنة

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
123

العروة الوثقى في ضوء الكتاب والسنة

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

نفعه، وحينئذ فلابد أن يكون المعبود مالكًا للأسباب التي ينتفع بها عابده، أو يكون شريكًا لمالكها، أو ظهيرًا أو وزيرًا أو معاونًا له، أو وجيهًا ذا حرمة وقدر يشفع عنده، فإذا انتفت هذه الأمور الأربعة من كل وجه انتفت أسباب الشرك وانقطعت مواده (١). ثانيًا: الشفاعة شفاعتان: مثبتة ومنفية: ١ - الشفاعة المثبتة: وهي التي تُطلب من الله، ولها شرطان: الشرط الأول: إذن الله للشّافع أن يشفع؛ لقوله تعالى: ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ (٢). الشرط الثاني: رضا الله عن الشّافع والمشفوع له؛ لقوله تعالى: ﴿وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضَى﴾ (٣)؛ ولقوله جلَّ وعلا: ﴿يَومَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَولًا﴾ (٤). ٢ - الشفاعة المنفية: وهي التي تُطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، والشفاعة بغير إذنه ورضاه، والشفاعة للكفار: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾ (٥)،ويُستثنى شفاعته ﷺ في تخفيف عذاب أبي طالب (٦).

(١) انظر: التفسير القيم، لابن القيم، ص٤٠٨. (٢) سورة البقرة، الآية: ٢٥٥. (٣) سورة الأنبياء، الآية: ٢٨. (٤) سورة طه، الآية: ١٠٩. (٥) سورة المدثر، الآية: ٤٨. (٦) أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار، باب قصة أبي طالب، برقم ٣٨٨٣، ومسلم، كتاب الإيمان، باب أهون أهل النار عذابًا، برقم ٢٠٩، ٢١٠.

1 / 124