التبيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام
الناشر
دار الرسالة العالمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
تصانيف
للتأويل، ومثل هذا الاضطراب في الإسناد يوجب التوقف عن القول بهذا الحديث إلى أن القلتين غير معروفتين، ومحال أن يتعبد الله عباده بما لا يعرفونه. اهـ.
وقال أبو بكر بن العربي في "عارضة الأحوذي" ١/ ٨٤ وحديث القلتين مداره على مطعون عليه مضطرب في الرواية اهـ.
قلت ويظهر والله أعلم أن الترجيح فيه ممكن؛ فلعل الصحيح في الإسناد أن شيخ محمَّد بن جعفر هو "عبيد الله" المصغر لا "عبد الله" المكبر؛ فقد رواه جمع من الثقات من أبي أسامة عن الوليد بن كثير عنه كما سبق.
وأيضًا توبع الوليد بن كثير على ذكر "عبيد الله" فقد تابعه محمَّد بن إسحاق، ورواه عن محمَّد بن إسحاق جمع من الثقات كما سبق.
وروي عن محمَّد بن إسحاق بأسانيد أخرى ضعيفة رواه ابن عدي في "الكامل" وابن حبان في "الثقات" والدارقطني وقد أعرضت عنها اختصارًا ولشدة ضعفها فلا يحسن الوقوف عليها.
ويحتمل أن يكون كلاهما محفوظا لهذا قال البيهقي ١/ ٣٢٧ لما روى إسناد شعيب بن أيوب وكذلك رواه أبو الحسن الدارقطني ﵀ عن أبي بكر بن سعدان عن شعيب فالحديث محفوظ عنهما جميعًا؛ إلا أن غير أبي أسامة يرويه عن عبد الله بن عبد الله بن عمر؛ فكان شيخنا أبو عبد الله الحافظ يقول الحديث محفوظ عنهما جميعًا وكلاهما رواه عن أبيه وإليه ذهب كثير من أهل
1 / 60