التيسير في التفسير
محقق
ماهر أديب حبوش وآخرون
الناشر
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هجري
مكان النشر
أسطنبول
تصانيف
التفسير
الدِّينِ﴾، فذكر لي بعضُ الأدباء أن ﴿مَلِكِ﴾ أبلغُ في المدح وأكثرُ في الثواب، فتركتُ عادتي، فكنت (^١) أقرأ ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ حتى رأيت في المنام أن قائلًا قال لي: لم نقصْتَ من حسناتك عشرًا، أما سمعتَ قول النبيِّ ﷺ: "من قرأ القرآن كُتب له بكلِّ حرفٍ عشرُ حسناتٍ، ومُحيت عنه عشرُ سيئاتٍ، ورُفعت له عشر درجاتٍ" (^٢)، فانتبهْتُ، فلم أترك عادتي حتى رأيتُ ثانيًا في المنام أنه قيل لي: لِمَ لا تترك هذه العادة؟ أمَا سمعتَ قول النبيِّ ﷺ: "اقرؤوا القرآن فَخْمًا مُفخَّمًا"؛ أي: عظيمًا مُعظَّمًا، فأتيتُ قُطْرُبًا وسألتُه عن الفرق بين (المالك) و(الملِك)، فقال: الملِك الذي يملك شيئا من الدنيا (^٣)، والمالك الذي يملك الملوك.
وقيل: لا ترجيح بزيادة حرفٍ، فقد اختلفت (^٤) الصَّحابةُ رضوان اللَّه عليهم في (فَرِهِين) و(فارِهين)، و(حَمِئةً) و(حامِئةً)، و(نَخِرةً) و(ناخِرةً)، فلم يحتجَّ أحدهم
= واحتج له. . . وكان من الواقفة على القراءة إلا أنه يرى رأي أهل العدل والتوحيد. قلت: وذكره ابن عدي في "الكامل" (٦/ ٢٩١) واتهمه بوضع الحديث.
(^١) في (أ): "وكنت".
(^٢) رواه ابن عدي في "الكامل" (٢/ ٣٨٧) من حديث ابن عباس ﵄، وفيه حفص بن عمر بن حكيم، قال ابن عدي: مجهول. وروى الترمذي (٢٩١٠) من حديث ابن مسعود وصححه: "مَن قَرَأَ حَرْفًا من كتابِ اللَّهِ فله به حَسَنَةٌ، والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمثالِها، لا أقولُ: الم حَرْفٌ، ولكِنْ ألفٌ حَرفٌ، ولامٌ حَرفٌ، وميمٌ حَرفٌ".
(^٣) في (ر): "الذي يملك الأشياء في الدنيا"، والمثبت من (أ) و(ف)، وهو الموافق لما في "روح البيان"، أما أبو الليث فلفظه: (فأما مَلِك فهو ملك من الملوك، وأما مالك فهو مالك الملوك). وفيه بعدها قوله: (فرجعت إلى قراءة الكسائي).
(^٤) في (أ): "اختلف".
1 / 117