177

التيسير في التفسير

محقق

ماهر أديب حبوش وآخرون

الناشر

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٠ هجري

مكان النشر

أسطنبول

تصانيف

التفسير
تَرَوَّحْنا من الدَّهْناءِ أرضًا... وأَعْجَلْنا الإلَاهةَ أنْ تَؤُوبا (^١) ومعنى الاسمِ: أنه العَلِيُّ العظيم. فعلى هذه الوجوهَ: (إلهٌ) فِعالٌ على أصلِ الكلمةِ من غيرِ إبدال همزةٍ عن واوٍ، ثم حُذفت الهمزةُ مع الألف واللام لِمَا مرّ. ومنهم مَن جعَله من لاهَ يَلُوه؛ أي: عَلَا، ومعناه (^٢): العَلِيُّ العالي المتعالي. ومنهم مَن جعَله من لاهَ يَلُوهُ ولاهَ يَلِيهُ؛ أي: احتجَبَ، قال الشَّاعر: لاحَتْ تُوافق عين الناسِ رؤيتها... ونحنُ نِلْنا المُنَى لمَّا أتَيْناها لاهَتْ فما عُرِفَتْ يومًا بخارجةٍ... ياليتَها خَرَجتْ حتَّى رَأَيْناها (^٣) ومعناه: أنَّه حَجَب أبصارَ أهل الدنيا عن رؤيته (^٤)، ووَعَد المؤمنين لقاءَه وهُم في جَنَّته. فعلى (^٥) هذين الوجهين: قولُنا: اللَّه، هو على الأصلِ من غير حذفٍ، وقد وَرد أيضًا بهذه الصيغة فيما ليس في أوَّله ألفٌ ولام، قال الشاعر:

(^١) البيت لبنت عتيبة بن الحارث اليربوعي. انظر: "الجيم" لأبي عمرو الشيباني (٣/ ٢٢٥)، و"تفسير الطبري" (١٠/ ٣٦٩)، ودون نسبة في "البارع في اللغة" لأبي علي القالي (ص: ١١٠)، و"المحتسب" لابن جني (٢/ ١٢٣)، و"الصحاح" (مادة: أله)، و"تفسير الثعلبي" (١/ ٩٨). وصدر البيت من (ر) وليس في (أ) و(ف)، ووقع في ألفاظه اختلاف في المصادر. (^٢) بعدها في (أ) و(ر): "أنه". (^٣) في (ف): "عرفناها". والمثبت من (أ) و(ر) والمصادر، وقد ورد البيت دون نسبة في "تفسير الثعلبي" (١/ ٩٨)، و"تفسير القرطبي" (٢٠/ ٣٥)، و"حاشية الشهاب على البيضاوي" (١/ ٥٦). أما البيت الأول فلم أجده، ولم يرد في (أ) و(ف). (^٤) في (ف): "ومعناه أنه محتجب حجب عن أبصار أهل الدنيا"، وصحح في الهامش إلى المثبت. (^٥) في (ف): "وعلى".

1 / 30