التيسير في التفسير
محقق
ماهر أديب حبوش وآخرون
الناشر
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هجري
مكان النشر
أسطنبول
تصانيف
التفسير
وقيل: هو تملُّقٌ، واللَّهُ تعالى يحبُّ المتملِّقين، وكما أن الأب يحبُّ من ولده أن يتملَّق به، فاللَّهُ تعالى يحبُّ من عبده أن يتملَّق به.
وقيل: مَثَلُ العبد إذا خطر بباله حالُ إبليس فعاذ منه باللَّه كمثَلِ صَيدٍ قصدَه سبُعٌ ففرَّ إلى الحرم فدخله فأمِن (^١)، فرجع السَّبُع خاسرًا.
وكمَثَل عبدٍ هارب من مولاه، فتلقَّاه (^٢) لصٌّ فاتكٌ (^٣)، فهرب منه إلى مولاه فآواه، فبقي اللصُّ قاصرًا، فالعبدُ (^٤) إذا عاذ باللَّه من الشيطان الرجيم خَسَأ الشيطانُ خاسرًا.
وقولنا: (باللَّه) الباءُ صلة؛ وهي لمعانٍ، وهاهنا للإلصاق: وهو: وصلُ الفعل اللازم بالاسم الذي يقع الفعلُ عليه.
و(اللَّه) اسم اللَّه الأعظم، وتفسيره: القادرُ على الاختراع.
وقيل: هو المستحِقُّ لأوصاف العُلُوِّ.
وقيل: هو مَن له الخلقُ والأمر.
وقيل: هو المعبود.
وقيل: هو المستحِقُّ للعبادة.
واختُلف في أنه مشتقٌّ أو غيرُ مشتقٍّ؛ قال الخليل بن أحمد من أهل اللُّغة، والزجَّاجُ من أهل النَّحو، والحسينُ بن الفضل البَجَليُّ من أهل التفسير، ومحمد بن
(^١) في (ف): "كمثل رجل رأى سبعًا فأخذ السلاح واحترز به عنه". (^٢) في (أ): "تلقاه". (^٣) في (ر): "قاتل". (^٤) في (ر): "خاسرًا والعبد"، وفي (ف): "قاصرًا والعبد".
1 / 25