التيسير في التفسير
محقق
ماهر أديب حبوش وآخرون
الناشر
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هجري
مكان النشر
أسطنبول
تصانيف
التفسير
قال: وقيل: هو أن يَجعل رأيَه عيارًا (^١) لِمَا جاء في القرآن يبني عليه مذهبَه.
قال ﵁: وهو كحَمْلِ المعتزلة النظرَ في قوله تعالى: ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٣] على انتظار الكرامة دون الرُّؤية، وحملِهم الإضلالَ المذكورَ من اللَّه تعالى على التسمية دون الإيجاد.
قال: وقيل: هو في المتشابهِ الذي ليس للناسِ (^٢) حاجةٌ إلى معرفةِ ما فيه.
قال: وقيل: النهيُ عن التفسيرِ دون التأويل، وبينهما فرقٌ:
فالتفسير: هو الإخبارُ عن شأنِ مَن نزل فيه، وعن سببِ نزوله، وذلك علمُ مَن شهد ذلك، فهو يقول فيه بالعلم، وغيرُه بالرأي.
والتأويل: هو تبيين ما يحتمِلُه اللفظ من المعاني، وقد جعَل اللَّه القرآنَ أصلًا لجميع ما تقع به البلوى من النوازل إلى قيام الساعة.
قال: وجميع (^٣) ما جاء عن الأئمَّة وبنى الفقهاءُ عليه فهو تأويلٌ لا تفسير.
قال: والتفسير: تبيينُ حقيقة ذلك، والتأويلُ: تبيينُ المقصود منه، فإنه في اللغة: صرفُ الكلام إلى ما يَؤُول إليه.
قال: والتفسير يكون ذا وجهٍ، والتأويلُ ذو (^٤) وجوه.
وهذا كلُّه مختصَرُ كلام الإمام أبي منصورٍ ﵀.
(^١) في (ر): "معيارًا". وجاء في هامش (ف): "قوله: عيارًا، العيار الذي يقاس به غيره ويستوي". (^٢) في (ف): "بالناس". (^٣) في (أ): "وقال جميع". (^٤) في (ر): "ذا".
1 / 17