التيسير في التفسير
محقق
ماهر أديب حبوش وآخرون
الناشر
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هجري
مكان النشر
أسطنبول
تصانيف
التفسير
وقيل الرأي نوعان:
رأيٌ يَتراءَى من هاجسِ نفسٍ، وهو الظنُّ والحِسْبان (^١)، وذلك هو المزجورُ (^٢) عنه المحجورُ عليه في القرآن.
ورأي ينشأُ من عقلٍ كاملٍ وعلمٍ باهر، وتأييدٍ من اللَّه تعالى ظاهرٍ، وهو الاستنباط المعهود والرأيُ المحمود.
وقال (^٣) الإمامُ أبو منصورٍ الماتُرِيديُّ ﵀: أَنكر بعضُ السَّلَف ثبوتَ هذا الخبر، فقد ثبت من الأئمةِ تفسيرُ القرآن والقولُ فيه، وللناس حاجةٌ إلى معرفته، والذين أقرُّوا بصحته اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم:
التفسيرُ بالرأي: هو أن يَحملَه المرء على ما يراه بقلبه (^٤)، دون الفحصِ عنه بالعَرْض (^٥) على الدليل الذي أُذِنَ له في الحكمِ به في عامَّةِ أمور الدِّين.
قال: وقيل: هذا الوعيدُ في حقِّ مَن يَقطعُ القولَ بصحةِ (^٦) ما أدَّاه إليه اجتهادُه، وقد يبدو له فيرجعُ، فأمَّا مَن قال: يَحتمِل هذا، ويقول (^٧): إن كان خطأ فمنِّي، وإن كان صوابًا فمن اللَّه تعالى، فهذا لا بأس به.
(^١) في هامش (ف): "الحسبان بالكسر هو الظن، والحسبان بالضم من الحساب"، وقد ضبطت الكلمة بكسر الحاء. (^٢) في (أ): "المردود". (^٣) في (أ): "قال". (^٤) في هامش (ر): "بعقله". (^٥) في (ر) و(ف): "بالغوص". (^٦) في (أ): "القول بصحته على". (^٧) في (ف): "فيقول".
1 / 16