الشاذ والمنكر وزيادة الثقة - موازنة بين المتقدمين والمتأخرين
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: " من أحب أن يكثر بركة بيته فليتوضأ إذا حضر غداه وإذا رفع ". قال أبو زرعة: هذا حديث منكر وامتنع من قراءته فلم يسمع منه " (١).
قلت: قال ابن عدي بعد أن ساق الرواية: " وعامة ما يروى عن كثير بن سليم عن أنس هو هذا الذي ذكرت ولم يبق له إلا الشيء اليسير وهذه الروايات عن أنس عامتها غير محفوظة " (٢).فبين أن العلة في تفرد كثير بن سليم الضبي، وهو ضعيف (٣).
وأطلقاه على مخالفة الضعيف، ومنه: قال: " سألت أبي عن حديث رواه الحارث بن وجيه عن مالك بن دينار عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: " تحت كل شعرة جنابة فاغسلوا الشعر وأنقوا البشر". قال أبي: هذا حديث منكر والحارث ضعيف الحديث " (٤).
قلت: أنكر أبو حاتم هذا الحديث لمخالفة الحارث بن وجيه وهو ضعيف (٥)، كما نص عليه، فوصل ما أرسله غيره، ولا يصح مسندًا (٦).
وأطلقاه على تفرد المجاهيل ومنه: قال:"سألت أبي عن حديث: حدثنا أبو سعيد الأشج عن المغيرة بن جميل بن أثير الكندي عن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عن النبي ﷺ:" الولاء ليس بمتحول ولا منتقل ". قال أبي: هذا حديث منكر، ومغيرة مجهول" (٧).
ومنه: قال: " سألت أبي عن حديث رواه خالد بن خداش عن أبي عون بن أبي ركبة وقال خالد مرة: عون بن أبي ركبة عن غيلان بن جرير عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ:" السلطان ظل الله في الأرض ". قال أبي: هذا حديث منكر وابن أبي ركبة
(١) علل ابن أبي حاتم ٢/ ١١ (١٥٠٥). (٢) الكامل ٦/ ٤٦ (١٦٠٠). (٣) التقريب (٥٦١٣). (٤) علل ابن أبي حاتم ١/ ٢٩ (٥٣). (٥) التقريب (١٠٥٦). (٦) وممن نص على ذلك أيضا: الدارقطني في العلل ٨/ ١٠٣ - ١٠٤، وابن عدي في الكامل ٢/ ١٩٢ - ١٩٣، والعقيلي ١/ ٢١٦. (٧) علل ابن أبي حاتم ٢/ ٥١ (١٦٣٨).
1 / 69