الروض الناضر في سيرة الإمام أبي جعفر الباقر
الناشر
مبرة الآل والأصحاب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
العاطفة التي تربط المسلمين بآل بيت نبيهم، جوازًا لتمرير هذه البدع والضلالات على قلوب وعقول أهل القبلة.
ثالثًا: الحب الذي يكنّه كل مسلم لمن ينحدر من نسل نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه والذي يحثنا على التعرّف على ترجمة أعلام بيت النبوة واستطلاع سيرتهم الطيبة العطرة، والاقتداء بهديهم والسير على نهجهم المستقى من نهج سيدهم وسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فمن كان صادقًا في حب النبي وآل بيته الكرام صلوات الله وسلامه عليهم فينبغي عليه أن يقتدي بهم ويتبعهم وأن لا يسمح للهوى وللتعصب أن يُبعدانه عن هدي من يحب، ورحم الله القاضي عياض إذ يقول: «اعلم أنّ من أحب شيئًا آثره وآثر موافقته وإلا لم يكن صادقًا في حبه وكان مدّعيًا، فالصادق في حب النبي ﵌ من تظهر علامات ذلك عليه وأولها: الاقتداء به واتباع سنته واتباع أقواله وأفعاله والتأدب بآدابه في عسره ويسره، قال تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (^١)».
وقد تعرضت خلال بحثي في سيرة «الباقر» ﵁ إلى صدمات عدّة وذلك بسبب الكمّ الهائل من الأحاديث المفتراة التي أُلصقت بهذا الإمام فجعلتُ منهجي في معرفة الحقّ ومعرفة منهج وسلوك وتراث هذا الإمام، هو قول
_________
(^١) الشفا بتعريف حقوق المصطفى ٢/ ٢٤.
1 / 18