المصارحة في أحكام المصافحة
الناشر
المكتبة الرقمية في المدينة المنورة
تصانيف
وقوع المبايعة، وإن لم تقَع مصافحةٌ؛ فلا دلالة فيه على دعْواكم. كما يحتمل أنّهنّ كُنّ يُشِرْن بأيدِيهنّ بِلا مُماسّة؛ هذا فضلًا عن أنّ حديث أمِّ عطية هذا من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن، وليس بالقوي لأنّ إسماعيل هذا ليس بالمشهور، وإنما يُستشهَد به١.
* ما رُوي عن أمِّ عطيّة أيضًا، فيما أخرجه الشيخان أنها قالت: "بايعنا رسول الله ﷺ، فقرأ علينا: ﴿أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾ ٢ ونهانا عن النِّياحة، فقبضتِ امرأة يدَها فقالت: أسعَدتْني فلانة - يعني: قامت بالنياحة معي تراسلني - فأريد أن أجزيَها. فما قال لها النبي ﷺ شيئًا. فانطلقت ورجعت، فبايعها"٣.
فقد دلّ هذا الحديث على: أن المبايعة كانت تَتمّ بالأيدي؛ وهو ما يستفاد من قول السيدة أمِّ عطيّة: "قبضتِ امرأةٌ يدَها"؛ فإنّ هذا يُشعِر بأنّهنّ كُنّ يُبايعْنه بأيدِيهنّ٤.
_________
١ راجع: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ٢/٦٥. وفتح الباري لابن حجر ٨/٦٣٦.
٢ سورة الممتحنة. الآية: ١٢.
٣ أخرجه البخاري ٤/١٨٥٦.
٤ راجع: فتح الباري لابن حجر ٨/٦٣٦.
1 / 49