71

المختصر من أخبار فاطمة بنت سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم

الناشر

دار الآل والصحب الوقفية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٢ هـ

تصانيف

[١٦] حالها مع أبيها - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -. بِرُّها به، نفقةُ النبي ﷺ عليها، وقيامُه عليها بالعدل، ومحبتُه لها واحتفاؤه بها، الزيارة بينهما، وغيرتُه عليها، دفاعُهَا عنه، وحِفظُها لِسرِّه، تعليمُه إياها. أولًا: برها به ﷺ -. عن عبداللهِ بن مسعود ﵁ قال: بينما رسول اللَّهِ ﷺ قائم يصلي عند الكعبة وجَمْعُ قريش في مجالسهم، إذْ قال قائلٌ منهم: ألا تنظرون إلى هذا المرائي أيكم يقوم إلى جَزُورِ (^١) آل فلان، فيعمد إلى فَرْثِهَا (^٢) ودَمِها وسَلَاها (^٣)، فيجيءُ به، ثم يُمْهِلُه حتى إذا سجَدَ وضعَهُ بين كتفَيه، فانبعثَ أشقَاهم، فلمَّا سجدَ رسولُ اللَّهِ ﷺ وضعَه بين كتفيه! ! وثبَتَ النبيُّ ﷺ ساجدًا، فضحكوا حتى مالَ بعضُهم إلى بعض من الضحك، فانطلق منطلقٌ إلى فاطمة ﵍ - وهي جويرية ـ، فأقبلت تسعى، وثبتَ النبي ﷺ ساجدًا حتى ألقَتْهُ عنه، وأقبلَتْ عليهم تسُبُّهم، فلمَّا قضَى رسولُ اللَّهِ ﷺ الصلاة، قال: «اللَّهم عليكَ بقُريش، اللَّهُم عليكَ بِقُريش، اللَّهُم عليك بِقُريش»، ثم سمَّى:

(^١) الجَزورُ من الإبل: يَقَعُ على الذكَر والأنثى. (^٢) الفَرْث: السِّرجين ما دام في الكَرِشِ. (^٣) الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفًا فيه.

1 / 79