المختصر من أخبار فاطمة بنت سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم
الناشر
دار الآل والصحب الوقفية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ
تصانيف
وذلك مَقدَمَهُ مِن الشام.
فخرَجَ أبو سفيان حتَّى قَدِمَ المدينة، فكَلَّمَ رسولَ اللَّهِ ﷺ فقال: هَلُمَّ فلَنْجُدِّدْ بيننا وبينَك كِتَابًَا.
فقال النبيُّ ﷺ: «فنحنُ على أمرِنَا الذي كانَ، وهَلْ أحدَثْتُمْ مِن حَدَثٍ»؟
فقال أبو سفيان: لا.
فقال النبيُّ ﷺ: «فنحنُ عَلى أمْرِنَا الذي كان بيننا».
فجاءَ عَليَّ بنَ أبي طالب فقال: هَلْ لكَ عَلى أنْ تسُودَ العرَبَ، وتمُنَّ عَلى قَومِكَ فتُجِيْرَهُمْ، وتُجَدِّدَ لهم كتابًا؟ فقال عليٌّ: ما كنتُ لأفتَاتَ عَلى رسُولِ الله ﷺ بأمْرٍ.
ثمَّ دخَلَ ــ أبو سفيان ــ عَلى فاطِمَةَ، فقالَ: هَل لَكِ أنْ تَكُوْنِي خَيْرَ سَخْلَةٍ (^١) في العَرَبِ؟ أنْ تُجيرِي بَينَ الناس، فقد أجارَتْ أختُكِ عَلى رسُولِ الله ﷺ زوجَها أبا العاص بن الربيع فلَمْ يُغَيِّرْ ذلِكَ.
فقالت فاطمة: ما كنتُ لأفتَاتَ عَلى رسُولِ اللَّهِ ﷺ بأمرٍ.
ثم قال ذلكَ للحسَنِ والحُسَين: أجِيرَا بَين الناس، قُولا: نَعَمْ، فلَمْ يقُولا شيئًا، ونظَرَا إلى أمِّهِما وقالا: نقولُ ما قالَتْ أمُّنَا.
فلَم يَنجح مِن واحِدٍ منهم مَا طلَب. الحديث.
(^١) كذا في طبعة الأعظمي، وط. التأصيل لِـ «مصنَّف عبدالرزاق».
1 / 150