124

المختصر من أخبار فاطمة بنت سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم

الناشر

دار الآل والصحب الوقفية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٢ هـ

تصانيف

[١٨] علمها ومسندها
أما عِلمُ فاطمة ﵂، فلا شك أنه في الدرجة العالية، قد حَفِظتْ كثيرًا من أقوالِ وأفعالِ وهَدْي أَبِيْهَا النَّبيِّ ﷺ منذ أن عقلت نفسها إلى وفاته ﷺ، لكنها لم تحدِّثْ به كثيرًا؛ لِعَدَمِ احتياجِ الناس إليها، فبيتُهَا مجاوِرٌ لأبيها، والناس يسألون والدَها ﷺ ويروون عنه، ولم تفارق المدينة النبوية ــ إلا مع أبيها ــ فلم يحتَج الناسُ لسؤالها وحديثِها، ولم تَطُلْ مُدَّتُها بعد أبيها ﷺ، فقَد ماتَتْ بعده بستة أشهر، وربما لو قُدِّر لها العمرُ المديد، لنَشَرَتْ علمًا غزيرًا كما نشرَتْ أزواجُ النبي ﷺ عائشة وغيرُها.
ــ رُوي عن فاطمة ﵂ في قول اللَّه تعالى:
﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ (سورة آل عمران، آية: ٧). الوقفُ على قوله: ﴿إِلَّا اللَّهُ﴾. (^١)

(^١) نسَبَ هذا القولَ إليها: عبدُالقادر الجيلي (ت ٥٦١ هـ)، فيما نقلَه عنه: ابنُ القيم في «اجتماع الجيوش الإسلامية» ــ ط. عالم الفوائد ــ (ص ٤٢٤). ولم أجدْهُ في غير هذا المصدر.
وفي النَّفْسِ شَكٌّ من صِحة نِسبةِ هذا القولِ لفاطمة ﵂؛ لتفرُّدِ عبدالقادر بذلك، وأخشى أن يكون تصحيفًا.
والخلاف في المسألة مَشهور، فالوقْفُ هو قولُ أكثر أهل العلم: من المفسرين والقرَّاء والنحويين، قاله أبو عمرو الداني في «المكتفى في الوقف والابتداء» (١/ ١٩٥).
وانظر في المسألة: «معجم القراءات القرآنية» د. عبداللطيف الخطيب (١/ ٤٤٥).

1 / 133