المصباح لما أعتم من شواهد الإيضاح

ابن يسعون ت. 542 هجري
52

المصباح لما أعتم من شواهد الإيضاح

محقق

محمد بن حمود الدعجاني

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

مكان النشر

السعودية

تصانيف

فقهه: ومما يدلّ على مكانة ابن يسعون العلميَّة، تولية القضاء والأحكام في بلده المرية، وهذه منزلة علميَّة دينيَّة عليّة، لا يصل إليها إلَّا أفاضل النَّاس، ممن يتحلّون بالعلم والعدل والفطة، وحسن الخلق وقد نصّ على ذلك ابن الأبار حيث يقول: "من أهل المرية، وصاحب الأحكام بها (^١)، وكذلك ابن الزبير حيث يقول: ". . . وسكن المرية وبها قرأ وأقرأ وولي أحكامها (^٢) يؤيِّد ذلك ما نجده من إشارات فقهيَّة في كتابه المصباح، ومن ذلك قوله وحيو يتحدَّث عن النِّداء: ". . . وكأنَّ السيرافي بني احتجاجه على مذهبه أنَّ النَّداء ليس بخبر، وغيره يجعله خبرًا، أو في حكم الخبر، ولذلك لزم الحدّ مَن قال لأخيه المسلم: (يا فاسق) " (^٣). ابن يسعون والنسب: ومما يدلّ على مكانة ابن يسعون العلميَّة معرفته بالأنساب، وعلم النسب من العلوم الدَّقيقة، الوعرة المسلك والطريقة، ومع ذلك فقد نبغ فيه ابن يسعون، إذْ يفيض كتابه (المصباح) بهذا العلم؛ إذ كان يذكر الشَّاهد وينسب صاحبه، ومن ذلك: قوله وهو يتحدَّث عن الشَّاهد (تعدون عقر النيب. . .): "البيت لجرير بن عطية بن الخطفي -حذيفة- بن بدر بن سلمة بن عوف بن

(^١) التكملة ٧٣٢ - ٧٣٣، والمعجم ٣١٦. (^٢) صلة الصلة ٢٠٥. (^٣) المصباح ٥٩.

1 / 57