المردفات من قريش - ضمن نوادر المخطوطات

المدائني ت. 228 هجري
6

المردفات من قريش - ضمن نوادر المخطوطات

محقق

عبد السلام هارون

الناشر

شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م

تصانيف

أعاتكُ لا أنساكِ ما هبت الصبا … وما ناح قمريُّ الحمامِ المطوقُ أعاتكُ لا أنساكِ ما حجَّ راكبٌ … وما لاح نجمٌ في السماء محلقُ أعاتكُ قلبي كلَّ يومٍ وليلةٍ … إليك بما تخفي النفوسُ معلقُ ولولا اتقاء الله في حقِّ والدٍ … وطاعته ما كان منا التفرقُ فبلغ أبا بكر شعره فأمره فراجعها، وكانت عنده حتى مات شهيدًا، أصابه سهم في حصار الطائف فانتقض به جرحه فمات، فقال لعاتكة حين احتضر: لك حديقة من مالي ولا تزوجي. ففعلت ذلك. وقال حين راجعها: أعاتك قد طلّقت عنى بغصّة … وراجعت للأمر الذي هو كائنُ (^١) كذلك أمر الله غادٍ ورائحٌ … على الناس فيه ألفةٌ وتباينُ وقد كان قلبي للتفرق طائرًا … وقلبي لما قد قرب الله ساكنُ أعاتكُ إني لا أرى فيك سقطةً … وإنك قد حلت عليك المحاسنُ (^٢) وإنك ممن زين اللهُ أمرهُ … وليس لما قد زين اللهُ شائنُ (^٣) فمات عبد الله وترك سبعة دنانير، فقال أبو بكر: إنا لله، كيف يصبر ابني على سبع كيات (^٤). فلما مات عبد الله قالت عاتكة: فجعتُ بخير النّاس بعد نبيهم … وبعد أبى بكر وما كان قصرا فآليتُ لا تنفك عيني سخينةً … عليك ولا ينفكُ جلديَ أغبرا مدى الدهر ما غنت حمامةُ أيكةٍ … وما طردَ الليلُ الصباحَ المنورا فلله عينا من رأى مثله فتى … أكرَّ وأحمى في الجهاد وأصبرا إذا شرعت فيه الأسنةُ خاضها … إلى الموت حتّى يترك الرّمح أحمرا

(^١) في الأغانى: «في غير ريبة … وروجعت». (^٢) في الأغانى: «سخطة … وإنك قد تمت». (^٣) في الأغانى: «وجهه … وليس لوجه زانه اللّه». (^٤) يعنى بذلك جزاءه على ما اكتنز من الدنانير. (يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم، هذا ما كنزتم لأنفسكم).

1 / 62