المردفات من قريش - ضمن نوادر المخطوطات
محقق
عبد السلام هارون
الناشر
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م
تصانيف
٨ - عائشة ابنة طلحة. أنبأنا أحمد قال: أنبأنا أبو الحسن عن سحيم بن حفص قال: تزوج عائشة ابنة طلحة عبد الرحمن بن أبي بكر، وهو أبو عذرتها، فولدت له أولادًا، فابنها طلحة الذي يقول له الشاعر:
يا طلح إن كنت أعطيتني … جماليّة تستخفّ الضفارا (^١)
فما كان نفعك لي مرةً … ولا مرتين ولكن مرارا
أبوك الذي بايع المصطفى … وسار مع المهتدى حيث سارا
قال أبو الحسن: عن سحيم، صارمت عائشة زوجها، وكان في خلقها زعارة، خرجت وهي مصارمة له في ملحفة فمرت في المسجد حتى دخلت حجرة عائشة، فرآها أبو هريرة ﵁ فسبح وقال: كأنها من الحور. فمكثت عند عائشة قريبا من أربعة أشهر، فأرسلت عائشة إلى ابن أخيها: إني أخاف عليك الإيلاء إن تمّت أربعة أشهر، فضمها إليك. وكان يلقي منها البلاء، فقيل له طلقها، فقال:
يقولون طلقها، وأصبحَ ثاويا … مقيما عليك الهمُّ، أحلامُ نائمِ
وإنَّ فراقي أهلَ بيتٍ أودهم … لهم زلفةٌ عندي لإحدى العظائم
فكيف بصفو العيشِ من بعدَ بينهم … وسخطهمُ يومًا على الأنف خاطمي
وخطبها مصعب بن الزبير فقالت: إن تزوجته فهو علي كظهر أمي.
ثم سألت أهل المدينة فقالوا: أعتقي رقبة وتزوجيه. فتزوجها فأصدقها خمسمائة ألف، وأهدى لها خمسمائة ألف. فقال أنس بن أبي أنس بن زنيم:
بضعُ الفتاةِ بألفِ ألفٍ كاملٍ … وتبيتُ ساداتُ الجنود جياعا
لو لأبي حفصٍ أقولُ مقالتي … وأبثّه ما قد رأى لارتاعا (^٢)
_________
(^١) الضفار، بالفتح: ما يشد به البعير من شعر مضفور.
(^٢) في الأصل: «لولا أبو حفص»، تحريف.
1 / 70