المنح العلية في بيان السنن اليومية
الناشر
مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثالثة والعشرون
سنة النشر
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م
مكان النشر
السعودية
تصانيف
واختلف العلماء في الركعتين في روايات (الثلاث عشرة)؛ لأن عائشة أخبرت بأنه ﷺ كان لا يزيد على أحدى عشرة ركعة:
فقيل: هما سُنَّة العشاء.
وقيل: المراد بهما سُنَّة الفجر.
وقيل: هما ركعتان خفيفتان كان النَّبيّ ﷺ يفتتح بهما صلاة الليل، كما جاء في الحديث، ورجَّحه ابن حجر ﵀ (^١).
والأظهر -والله أعلم-: أنَّ هذا من باب تنوِّع الوتر، فالغالب من وتره ﷺ، أنه كان يوتر بإحدى عشرة ركعة، وكان يوتر أحيانا بثلاث عشرة ركعة، وبهذا نجمع بين الأحاديث الواردة.
٣ - من السُّنَّة أن يستفتح صلاة الليل بركعتين خفيفتين.
لحديث عائشة ﵂ قالت: «كَانَ رَسُولُ اللّه ﷺ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ لِيُصَلِّيَ، افْتَتَحَ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ» (^٢).
٤ - من السُّنَّة أن يأتي بالاستفتاحات الواردة في صلاة الليل، ومن ذلك:
أ. ما جاء في صحيح مسلم من حديث عائشة ﵂ قالت: كَانَ -أي النَّبي ﷺ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ: «اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسرافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صراطٍ مُسْتَقِيم» (^٣).
ب. ما جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس ﵄ قال:
_________
(^١) انظر: الفتح (٣/ ٢١).
(^٢) رواه مسلم برقم (٧٦٧).
(^٣) رواه مسلم برقم (٧٧٠).
1 / 40