المنح العلية في بيان السنن اليومية
الناشر
مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثالثة والعشرون
سنة النشر
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م
مكان النشر
السعودية
تصانيف
٦. المبالغة في المضمضة، والاستنشاق لغير الصائم.
لحديث لقيط بن صبرة ﵁ أنَّ النَّبيّ ﷺ قال له: «أَسْبِغ الوُضُوءَ، وخَلِّلْ بَيْنَ الأصَابِعِ، وبَالِغْ فِي الاسْتِنْشَاقِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ صَائِمًا» (^١)، وأُخِذَت المبالغة في المضمضمة من قوله: «أَسْبِغ الوُضُوءَ».
قال شيخنا ابن عثيمين ﵀: «المبالغة في المضمضة: أن تحرِّك الماء بقوة، وتجعله يصل كلَّ الفَم، والمبالغة في الاستنشاق: أن يجذبه بنفس قوي … والمبالغة مكروهة للصائم؛ لأنها قد تؤدي إلى ابتلاع الماء، ونزوله من الأنف إلى المعدة» (^٢).
قوله: «أَسْبِغ الوُضُوءَ». المراد بالإسباغ: إيصال لكل عضو حقه من الوضوء، وهذا إسباغ واجب.
والإسباغ المستحب: هو الإتيان بما يتم الوضوء بدونه من السُّنَن، والإسباغ أجره عظيم لاسيما حال المكاره، كأن يكون الماء باردًا في الشتاء ليس عنده غيره، أو حارًا في الصيف ليس عنده غيره، فإذا أسبغ الوضوء كان أرفع لدرجاته وأمحى لسيئاته.
ويدلّ عليه: حديث أبي هريرة ﵁ أنَّ رسول اللّه ﷺ قال: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو الله بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللّهِ! قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ علَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسْاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذلِكُمُ الرِّبَاطُ» (^٣).
_________
(^١) رواه أحمد برقم (١٧٨٤٦)، وأبو داود برقم (١٤٢)، وقال ابن حجر: «هذا حديث صحيح» الإصابة (٩/ ١٥).
(^٢) انظر: الممتع (١/ ١٧١).
(^٣) رواه مسلم برقم (٢٥١).
1 / 32