المحصول في شرح صفوة الأصول
الناشر
دار البرازي (سوريا)
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٧ ه
مكان النشر
دار الإمام مسلم (المدينة المنورة)
تصانيف
الأخرى يدلُّ على إقراره، وقد أشار لهذا النوع جمع من العلماء منهم ابن تيمية (^١)، وابن القيم (^٢).
ومن الأدلة على هذا: أنَّ عائشة ﵂ قالت: دخل أبو بكر ﵁ وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله ﷺ وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله ﷺ: «يا أبا بكر، إنَّ لكلِّ قومٍ عيدًا وهذا عيدنا» (^٣).
وجه الدَّلالة: أنَّ الرسول ﷺ لم ينكر على أبي بكر ﵁ لما وصف الدف بأنَّه مزمار الشيطان، فدلَّ هذا على أنَّه كذلك، فيُستفاد منه أنَّ الدف محرَّم لكن استُثنيَ في العيد.
النوع الثاني: إقرار شيء وقع في عهد الرَّسول ﷺ ولم يطلع عليه، فمثل هذا حجة ولو لم يطلع عليه؛ لأنَّه لو لم يكن مرضيًا لما أقرَّه ربُّ العالمين.
أخرج الشيخان عن جابر ﵁ أنَّه قال: «كنَّا نعزِل والقرآن ينزل» قال الثوري: لو كان شيء يُنهى عنه لنهانا عنه القرآن (^٤).
_________
(^١) الاستقامة (١/ ٢٨٧).
(^٢) إغاثة اللهفان (١/ ٢٥٤ - ٢٥٦).
(^٣) أخرجه البخاري (٩٥٢)، ومسلم (٨٩٢).
(^٤) أخرجه البخاري (٥٢٠٨)، ومسلم (١٤٤٠).
1 / 49