وقوله:
عليم بأسرار الديانات واللغى ... له خطرات تفضح الناس والكتبا
اللغى: جمع لغةٍ، ردت في الجمع إلى الأصل، كأنها لغوة، وربما قالوا في الجمع: لغين، كما قالوا: ثبة وثبين، وقالوا: لغات، وهو المعروف، وقال الشاعر في لغين: [الطويل]
وصهب اللحى شتى اللغين كأنهم ... ضفادع جياتٍ لهن نقيق
(٩/ب) وقوله:
فبوركت من غيثٍ كأن جلودنا ... به تنبت الديباج والوشي والعصبا
الديباج: كلمة معربة، وقد استعملوها في الكلام القديم، وقالوا: دبجه الغيث؛ أي: أظهر فيه زهرًا وألوانًا مختلفةً. والوجه كسر الدال من ديباج، وقد حكي فتحها، وهي رديئةً، وقالوا في الجمع: ديابيج. قال ذو الرمة: [الطويل]
يلس الندى حتى كأنه سراته ... عليها دهان أو ديابيج تاجر
والوشي: كل ما كان فيه ألوان مختلفة. والعصب: صله الغزل، ثم قيل للثياب: عصب لأنها تنسج منه. والعصاب: الغزال، كذلك فسروا قول رؤبة: [السريع]
طي القسامي ثياب العصاب
والأشبه أن يكون العصاب هاهنا بائع الثياب التي تسمى عصبًا أو ناسجها.