ومعنى البيت: أن الدهر لو لم يحسن إلينا بالجمع بيننا لكنا غافلين في العدم لم نشعر له بذنوب.
وقوله:
وللترك للإحسان خير لمحسنٍ ... إذا جعل الإحسان غير ربيب
هذا البيت شرح للبيت الأول، وأقامه حجةً على الدهر، كأنه قال: أحسن إلينا الدهر في بيننا، وأساء فيما صنعه من التفرقة، وترك من أحسن إحسانه أجمل به من أن يحسن ثم يجيء بإساءة. يقال: رب الإحسان إذا زاده، ودام عليه، وهو من قولهم: رببت الصبي.
وقوله:
فتى الخيل قد بل النجيع نحورها ... تطاعن في ضنك المقام عصيب
قوله: فتى الخيل: كلام فيه حذف، وإنما يريد فتى الخيل الذي يفضل الفتيان؛ كما تقول: فلان ردل بني فلان، أي: هو أفضل رجلً فيهم، وقد يجوز أن يكون فيهم جماعة يقع عليهم هذا الاسم، ومنه قول الهذلي: [الطويل]
لعمرو أبي الطير المربة بالضحى ... على خالدٍ أن قد وقعن على لحم
أي لحم رجلً عظيم الشأن. ومنه حديثٌ يروى عن رجل من اليهود أنه رأى عليًا ﵁ يشتري جهازًا لامرأة، فقال له: بمن تزوجت؟ فقال: بفاطمة ابنة محمد صلى الله عليهما، فقال اليهودي: لقد تزوجت با مرأةٍ! أي: ذات شرفٍ عظيمٍ، وقد علم أن هذا