146

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

محقق

محمد سعيد المولوي

الناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

تصانيف

يتمسحون به يريدون البركة. وقيل: كان ممسوح القدم لا أخمص لرجله، وقيل: هو بالعبرانية مشيحاء، فلما عرب قيل: مسيح.
وقوله:
تيممني وكيلك مادحًا لي ... وأنشدني من الشعر الغريبا
يقال: تيممه وتأممه؛ إذا قصده، والياء في تيمم أكثر. فإذا قالوا: أممته، فالهمزة أكثر من الياء؛ لأنهم قل ما يقولون يممته. وقد أنشدوا هذا البيت: [الوافر]
فلم أجبن ولم أنكل ولكن ... يممت بها أبا عمرو بن عمرو
وقولهم: أنشدت الشعر: مأخوذ من قولهم: أنشدت الضالة إذا عرفتها؛ لأن الرجل ينشد الشعر والسامع لا يعلم من قائله، فإذا قيل له: لمن هذا الشعر نسبه إلى قائله، فشبه بالضالة المعرفة، ثم كثر الكلام بهذه اللفظة حتى سمى رفع الصوت بالشعر إنشادًا، وإن لم يسأل المنشد عن القائل. قال القطامي: [البسيط]
ما لي أرى الناس مزورا فحولهم ... عني إذا سمعوا صوتي وإنشادي
وقالوا: نشيد الشعر، كما قالوا: نشيد الضالة. قال الشاعر: [الوافر]
وأنا نعم أحلاس القوافي ... إذا استعر التنافر والنشيد
وقال عبد يغوت الحارثي: [الطويل]
أحقًا عباد الله أن لست سامعًا ... نشيد الرعاء المعزبين المتاليا

1 / 149