142

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

محقق

محمد سعيد المولوي

الناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

تصانيف

أراد: أبسبعٍ. ومن روى: أو أصيبا فيجوز أن لا يذهب إلى الاستفهام، ويجعل الماضي واقعًا موقع الحال، كأنه يقول: لا أبالي في حال إصابته عدوه، ولا في حال إصابة عدوه إياه.
وقوله:
كأن الفجر حب مستزار ... يراعي من دجنته رقيبا
الفجر: أول الصبح، وهما فجران: الفجر المستدق، وهو المستطيل الذي يقال له: ذنب السرحان، والفجر المستطير، وهو المعترض الذي يجب معه إمساك الصائم عن الأكل والشرب والجماع، وروي عن ابن عباسٍ في قوله: ﴿والفجر * وليالٍ عشر﴾، أنه يريد بالفجر المحرم؛ لأنه أول السنة، وإنما حسن ذلك؛ لأنه جاء مع عشر ذي الحجة. ودجنة الليل: ظلمته، وربما قالوا: الدجنة: ظلمة مع غيمٍ، كأنه مشتق من الدجن، ولم يقولوا: دجن الليل، وقالوا: دجنت السماء وأدجنت؛ إذا لبسها الغيم
وقوله:
كأن نجومه حلي عليه ... وقد حذيت قوائمه الجبوبا
الجبوب: الأرض. وربما قالوا: الأرض الصلبة. وقال قوم: الجبوب الطين اليابس.
والذي يوجبه الاشتقاق أن يكون الجبوب الأرض كلها، لا يخص صلبها بذلك دون سهلها.
وأصل الجب القطع، فيجوز أن تكون الأرض سميت جبوبًا؛ لأنها مجبوبة في معنى مفعولةٍ، كما قالوا لما يركب: ركوب، ولما يحلب: حلوب، ويكون المراد أنها تقطع بالسير أو

1 / 145