العلل ومعرفة الرجال
محقق
وصي الله بن محمد عباس
الناشر
دار الخاني
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٢ هجري
مكان النشر
الرياض
تصانيف
علوم الحديث
دليل على استحباب معرفة الضعفاء من الحدثين إذ لا يتهيأ أن يبلغ الغالب ما شهد إلا بعد المعرفة بصحة ما يؤدى إلى ما بعده (١) .
وروى أحمد بن مروان المالكي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: جاء أبو تراب النخشي إلى أبي فجعل أبي يقول: فلان ضعيف وفلان ثقة، فقال أبو تراب: يا شيخ لا تغتب العلماء، قال: فالتفت أبي إليه قال: ويحك هذا نصيحة، ليس هذا غيبة.
وقال محمد بن بندار قلت لاحمد بن حنبل: إنه ليشتد علي أن أقول: فلان ضعيف، فلان كذاب، قال أحمد: إذا سكت أنت وسكت أنا، فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم (٢) .
وقال أبو بكر بن خلاد، دخلت على يحيى بن سعيد في مرضه فقال لي: يا أبا بكر: ما تركت أهل البصرة يتكلمون؟ قلت: يذكرون خيرا إلا أنهم يخافون عليك من كلامك في الناس، فقال: احفظ عني، لان يكون خصمي في الاخرة رجل من عرض الناس أحب إلى من أن يكون خصمي في الاخرة النبي ﷺ، يقول: بلغك عني حديث وقع في وهمك أنه عني غير صحيح يعني فلم تنكر (٣) .
وإن القرآن الكريم نفسه يحث على التثبت والبحث والتمحيص قال
تعالى: (يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) (٤) .
كما نجد في كتاب الله تعالى أصولا للنقد والجرح والتعديل: قال تعالى حاكيا عن سليمان ﵇:
_________
(١) أنظر الضفعاء والمجروحين ١: ٩: ١٦.
(٢) الكفاية ٩٢.
(٣) شرح علل الترمذي لابن رجب ١٧٣ وانظر الكفاية ص ٩٠.
(٤) سورة الحجرات: ٦.
(*)
1 / 22