17

الإفصاح على مسائل الإيضاح على مذاهب الأئمة الأربعة وغيرهم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٣ هجري

مكان النشر

السعودية

مقدمة الايضاح

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ذي الجلال(١) والإكرام والفضل والطول والمنن العظام(٢) الذي هدانا للإسلام(٣) وأسبغَ علينا جزيل نِعَمِه(٤) وأُلْطَافِهِ(٥) الجسام وكرّم الآدميين(٦) وفضّلهم على غيرهم من الأنام(٧) ودعاهم برأفته ورحمته إلى دار السلام(٨) وأكرمهم بما شَرَعَه لهم من حَجِّ بيته الحرام(٩) ويَسَّرَ ذلك على تكرر الدهور(١٠) والأعوام وفرض حَجَّه على من استطاع إليه سبيلاً من الناس حتى الأغبياء(١١) والطغام

(١) أي صاحب العظمة وفيه براعة استهلال من حيث ظهور الجلال وما بعده في الحج وما اشتمل عليه.

(٢) المنن جمع منة وهي النعمة الثقيلة ووصفها بالعظام من الوصف الكاشف ويجوز كونه مؤسساً.

(٣) الإسلام وضع إلهيّ سائق لذوي العقول السليمة باختيارهم المحمود إلى ما فيه نفعهم بالذات دنيا وأخرى سمي بذلك لأنه يستسلم له وينقاد ويعبر عنه بالدين والشريعة والملة لأنه يدان به ويجتمع عليه ويملى ويكتب فالأربعة متحدة ذاتاً مختلفة اعتباراً.

(٤) نعمه جمع نعمة وهي ما قصد به الإحسان والنفع لا لعوض ولا لغرض.

(٥) ألطافه جمع لَطَف وهو ما يقع به صلاح العبد آخرة نسأله تعالى أن يشملنا بها آمين.

(٦) قال الله تعالى ((ولقد كرمنا بني آدم)) الآية.

(٧) الأنام أي الخلق وشمل الملائكة والتحقيق أن خواص الآدميين (أنبياءهم) أفضل من خواص الملائكة كجبريل وخواصهم أفضل من عوامنا أي صلحائنا كأبي بكر رضي الله عنه.

(٨) أي الجنة سميت به لسلامة داخلها من الآفات جعلنا الله من أهلها آمين.

(٩) وصف البيت بالحرام لحرمة صيده وحرمة قطع شجره.

(١٠) الدهور جمع دهر وهو الأمد المحدود، وفي الخبر المتفق عليه النهي عن سبه ومعناه ما أصابك منه فالله هو الفاعل وكذا ما يقال في سب الريح، وسبب النهي ما كانت العرب تعتاده من ذمه لما يرونه من أنه الفاعل للنوائب فقال تعالى ((وأنا الدهر)) أي الذي أفعل ذلك لا الدهر في زعمكم، فسبُّ الدهر أو الريح يخشى منه أن يؤول إلى سبه تعالى فلذا نهى عنه والله أعلم.

(١١) الأغبياء جمع غبي وهو قليل الفطنة، والطغام: الحمقى ضعفاء الرأي.

17