الفائق في غريب الحديث والأثر

الزمخشري ت. 538 هجري
16

الفائق في غريب الحديث والأثر

محقق

علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم

الناشر

دار المعرفة

رقم الإصدار

الثانية

مكان النشر

لبنان

أَي اتَّخذُوا الْأجر لأنفسكم بِالصَّدَقَةِ مِنْهَا وَهُوَ من بَاب اشتواء والاذِّباح. وَاتَّجرُوا على الْإِدْغَام خطأ لِأَن الْهمزَة لَا تُدغم فِي التَّاء وَقد غُلط من قَرَأَ الَّذِي اتُّمن وَقَوْلهمْ اتَّزر عاميّ والفصحاء على ائتزر. وَأما مَا رُوِيَ أَن رجلا دخل الْمَسْجِد وَقد قضى النَّبِي ﷺ صلَاته فَقَالَ من يتَّجر فَيقوم فَيصَلي مَعَه. فوجهه إِن صحّت الرِّوَايَة أَن يكون من التِّجَارَة لِأَنَّهُ يَشْتَرِي بِعَمَلِهِ المثوبة وَهَذَا الْمَعْنى يعضده مَوَاضِع فِي التَّنْزِيل والأثر وَكَلَام الْعَرَب. فَخرج بهَا يؤجُّ فِي (دو) . ارتوى من آجن فِي (ذمّ) . أجم النِّسَاء فِي (أَثم) . ترمض فِيهِ الْآجَال فِي (رص) . أَجنك فِي (جلّ) . أَجل فِي (ذُقْ) . الْهمزَة مَعَ الْحَاء النَّبِي ﷺ قَالَ لسعد بن أبي وَقاص وَرَآهُ يومىء بِأُصْبُعَيْهِ أحد أَحِّدْ أَحِّدْ. أَرَادَ وَحِّد فَقلب الْوَاو بِهَمْزَة كَمَا قيل أحد وأُحاد وَإِحْدَى فقد تلعَّب بهَا الْقلب مَضْمُومَة ومكسورة ومفتوحة. وَالْمعْنَى أشر بإصبع وَاحِدَة. ابْن عَبَّاس ﵄ سُئل عَن رجل تتَابع عَلَيْهِ رمضانان فَسكت ثمَّ سَأَلَهُ آخر فَقَالَ إِحْدَى من سبع يَصُوم شَهْرَيْن ويُطعم مِسْكينا. أَرَادَ أَن هَذِه الْمَسْأَلَة فِي صعوبتها واعتياصها داهية فَجَعلهَا كواحدة من ليَالِي عَاد السَّبع الَّتِي ضُربت مثلا فِي الشدَّة. تَقول الْعَرَب فِي الْأَمر المتفاقم إِحْدَى الإحد وَإِحْدَى من سبع. إحْنَة فِي الحَدِيث فِي صَدره إِحنة على أَخِيه.

1 / 26