البستان في إعراب مشكلات القرآن

ابن الأحنف اليمني ت. 717 هجري
59

البستان في إعراب مشكلات القرآن

محقق

الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي

الناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

تصانيف

وهذا البيت الثانِي للمتنبي. - والثانِي: في قوله تعالى: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ (^١)، فقد قال الجِبْلي (^٢): "وقيل: معنى ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ﴾ تَهْدِيدٌ، كقوله تعالى: ﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ﴾ (^٣)؛ أي: جَزاؤُكُم في الآخرة، فَأَخْرَجَ الكلامَ مُخْرَجَ اللِّينِ في الحُسْنِ للأعمالِ رَجاءَ أن يُنْصِفُوا عند اللُّطْفِ، كما قال الشاعر: فمَن وَجَدَ الإحسانَ قَيْدًا تَقَيَّدا". وهذا الشَّطر الذي استأنَس به الجِبْلي إنّما هو عَجُزُ بَيْتٍ لأبِي الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي، وصدره: وقَيَّدْتُ نَفْسِي في ذَراكَ مَحَبّةً". - نظراتٌ في استشهاد الجِبْليِّ بالشعر: يُلاحَظ على الجِبْليِّ عدةُ أمورٍ في استشهاده بالشعر، ومن هذه الأمور: ١ - تَكرار بعض الشواهد: بعضُ الشواهد كرَّره الجِبْلي في موضعَيْنِ، وبعضها كرَّره في ثلاثة مواضعَ، وبعضُها كرَّره في أربعة مواضع. - فمن الشواهد التي تكرَّرت مرتَيْنِ، واستشهَد به على الوَجْه نفسِه، قولُ الراجز: جاؤُوا بِصَيْدٍ عَجَبٍ منَ العَجَبْ أُزَيْرِقِ العَيْنَيْنِ طُوّالِ الذَّنَبْ

(^١) الكافرون ٦. (^٢) البستان ٥/ ٩٨. (^٣) فصلت ٤٠.

1 / 62