الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين
الناشر
دار الفاروق للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
عمان
تصانيف
وِسَادَةُ رَسُولِ الله ﷺ الَّتِي يَتَّكِئُ عَلَيْهَا مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ" (^١).
وكان لها سرير تنام عليه، قالت عائشة ﵂: "لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يُصَلِّي، وَإِنِّي عَلَى السَّرِيرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ القِبْلَةِ مُضْطَجِعَةً، فَتَبْدُو لِي الحَاجَةُ، فَأَكْرَهُ أَنْ أَجْلِسَ، فَأُوذِيَ النَّبِيَّ ﷺ، فَأَنْسَلُّ مِنْ عِنْدِ رِجْلَيْهِ" (^٢).
ولم يكن في حجرتها مصباح تستضيء به، وإنَّما جُلُوسًا فِي الظُّلْمَةِ، قالت ﵂: "كُنْتُ أَنَامُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله ﷺ وَرِجْلَايَ، فِي قِبْلَتِهِ فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي، فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ، فَإِذَا قَامَ بَسَطْتُهُمَا، قَالَتْ: وَالبُيُوتُ يَوْمَئِذٍ لَيْسَ فِيهَا مَصَابِيحُ" (^٣).
ومَا كان عندها زَيْتٌ تَسْرُجُ بِهِ، ولو كان عندها زيت لجعلته إدامًا، قالت ﵂: " لَوْ كَانَ عِنْدَنَا مِصْبَاحٌ لَائْتَدَمْنَا بِهِ " (^٤).
وكان لها في حجرتها رَفٌّ (شِبْهُ الطَّاقِ) تضع فيه مَا تريد حفظه مِن شعير
وتمر، تقول عائشة ﵂: "تُوُفِّيَ رَسُولُ الله ﷺ وَمَا فِي بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ، إِلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ فِي رَفٍّ لِي، فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ، فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ" (^٥).
نداؤه ﷺ عليها ﵂ وتسميتها
كان النَّبيُّ ﷺ يتلطَّف مع عائشة ﵂ حتّى في ندائه لها ممَّا يشعر بمحبِّته
_________
(^١) مسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي" (م ٧/ج ١٤/ص ٥٩) كتاب اللّباس والزّينة.
(^٢) البخاريّ "صحيح البخاري" (م ١/ج ١/ص ١٣٠) كتاب الصَّلاة.
(^٣) المرجع السَّابق.
(^٤) أحمد "المسند" (ج ١٨/ص ٦٣/رقم ٢٥٧٠١).
(^٥) البخاري "صحيح البخاري" (م ٢/ج ٤/ص ٤٥) كتاب فرض الخمس.
1 / 38