الأشاعرة في ميزان أهل السنة
الناشر
المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
قال ابن يونس: قال المقرئ: يعني إن الله سميع بصير، يعني أن لله سمعًا وبصرًا. قال أبو داود: وهذا رد على الجهمية.
وفي هذا الحديث تحقيق لصفتي السمع والبصر لله ﷿، وأن الصفة الواردة في الآية إنما هي على الحقيقة، التي هي في الإنسان في العين والأذن، وليس المراد بهذا تشبيه صفة الله بصفة المخلوق، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرا. فقد قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهو السميع البصير﴾ الشورى١١. فأثبت لنفسه السمع والبصر، ونفى مماثلته للمخلوقات.
(٢) وعن عبيد الله بن مقسم: أنه نظر إلى عبد الله بن عمر ﵁ كيف يحكي رسول الله ﷺ قال: (يأخذ الله ﷿ سماواته وأرضيه بيديه، فيقول: أنا الله، ويقبض أصابعه ويبسطها، أنا الملك، حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه، حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله ﷺ) (١).
وفيه تحقيق القبض والبسط من صفة الله تعالى، وأنها على حقيقتها من غير مماثلة لصفة المخلوق.
(٣) وفي الحديث الطويل في ذكر آخر أهل الجنة دخولًا عن عبد الله بن مسعود ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال في آخره:
_________
(١) رواه مسلم (٢٧٨٨)
1 / 82