العرش وما روي فيه

محمد بن أبي شيبة ت. 297 هجري
56

العرش وما روي فيه

محقق

محمد بن خليفة بن علي التميمي

الناشر

مكتبة الرشد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هجري

مكان النشر

الرياض

حديث عبد الله بن عمرو صريح في أن العرش سابق على التقدير، والتقدير مقارن لخلق القلم"١. أما هيئة العرش: فقد دلت الأحاديث على أنه مقبب الشكل، وأنه على هذا العالم المكون من السموات والأرض وما فيهما كهيئة القبة، وهذا ما يدل عليه حديث الأعرابي الذي جاء فيه أن النبي ﷺ قال: "إن عرشه على سمواته وأراضيه هكذا" ٢، وأشار بأصابعه مثل القبة، ويؤيد وصف هيئة العرش بهذه الصفة ما جاء في الحديث الآخر: "إذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنه وسط الجنة، وأعلاها، وفوقه عرش الرحمن" فالحديث يبين أن الفردوس أوسط الجنة، وأعلاها، والجنة كما جاء في الحديث الآخر مائة درجة، وما بين كل درجة ودرجة كما بين السموات والأرض، فكون العرش سقفا للفردوس- الذي هو أوسط الجنة وأعلاها- يدل على أنه مقبب لأن هذه الصفة لا تكون إلا في المستدير. والعرش له قوائم كما جاء في الحديث الصحيح: "لا تخيروا بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون، فأكون أول من يفيق، فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش" الحديث. وفي إثبات كون العرش مقببا، وأن له قوائم تحمله، رد على من

١ "شرح العقيدة الطحاوية": ص ٢٩٥، ٢٩٦، "اجتماع الجيوش الإسلامية، ص ٩٨، ٩٩. ٢ سيأتي تخريجه في التحقيق تحت رقم ١١.

1 / 76