الأنوار النعمانية في الدعوة الربانية
الناشر
مطبعة السلام
رقم الإصدار
الأولي
سنة النشر
٢٠١١ م
مكان النشر
ميت غمر
تصانيف
ولكن عندما يخطأ أحد في الدعوة يغضب ويعنف، كما فعل مع أسامة بن زيد ﵁، فعن أسامة بن زيد ﵁، قال: بعثنا رسول الله صلى ﷺ، إلى الحرقة من جهينة، فصبحنا القوم على مياههم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلًا منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف عنه الأنصاري، وطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا المدينة بلغ ذلك النبي ﷺ، فقال لى: " يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟! قلت: يا رسول الله! إنما كان متعوذا فقال: " أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟! " فما زال يكررها علىَّ حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. متفق عله.
وفي رواية: فقال رسول الله ﷺ: " أقال: لا إله إلا الله وقتلته؟! " قلت: يا رسول الله! إنما قالها خوفًا من السلاح، قال:" أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟! " فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ (١).
وعن جندب بن عبد الله ﵁، أن رسول الله ﷺ، بعث بعثًا من المسلمين إلى قوم من المشركين، وأنهم التقوا فكان رجلًا من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله، وأن رجلًا من المسلمين قصد غفلته، وكنا نتحدث أنه أسامة بن زيد ﵁، فلما رفع عليه السيف، قال: لا إله إلا الله، فقتله، فجاء البشير إلى رسول الله ﷺ فسأله، وأخبره، حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع، فدعاه فسأله، فقال: " لم قتلته؟ فقال: يا رسول الله! أوجع في المسلمين، وقتل فلانا وفلانا - وسمى له نفرًا- وإني حملت عليه، فلما رأى السيف قال: لا إله إلا الله. قال رسول الله ﷺ: " أقتلته؟ " قال نعم: قال: " فكيف تصنع بلا إله إلا الله، إذا جاءت يوم القيامة؟ قال: يا رسول الله! استغفر لي. قال:
(١) كتاب رياض الصالحين - باب إجراء أحكام الناس على الظاهر وسرائرهم إلى الله تعالى
1 / 89