العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير
محقق
خالد بن عثمان السبت
الناشر
دار عطاءات العلم (الرياض)
رقم الإصدار
الخامسة
سنة النشر
١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)
مكان النشر
دار ابن حزم (بيروت)
تصانيف
(^١) انظر: القرطبي (١/ ٣٩٥). (^٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصيام، باب صيام عاشوراء، حديث رقم: (٢٠٠٤)، (٤/ ٢٤٤)، وأخرجه في مواضع أخرى، انظر: الأحاديث رقم: (٣٣٩٧)، (٣٩٤٣)، (٤٦٨٠)، (٤٧٣٧)، ومسلم في الصحيح، كتاب الصيام، باب: صوم يوم عاشوراء، حديث رقم: (١١٣٠)، (٢/ ٧٩٥). (^٣) سئل الشيخ ﵀: على التعليل لصيامه في الإسلام بأن الرسول ﷺ رأى اليهود يصومونه وسألهم ... إلخ. بم يجاب على حديث: «خالفوا اليهود والنصارى» مع وقوع هذا الصيام موافقا لفعل اليهود في ذلك اليوم؟ فأجاب ﵀ بقوله: الظاهر - والله تعالى أعلم - أن النبي ﷺ لم يصمه إلا لأولويته بموسى، لا لمجرد اتفاق اليهود، وقد علل ذلك بقوله في الحديث: «نحن أولى بموسى منهم» والظاهر أنه لم يُصدِّق بني إسرائيل في أن هذا اليوم هو الذي نجَّى الله فيه موسى وقومه، وأنه قد عرف ذلك من طريق غير إخبارهم، لما تقرر عند العلماء: أن شرع من قبلنا لا يكون شرعا لنا، ولا يتعبد به نبينا ﷺ إلا بعد ثبوته في شرعنا، فإن ثبت في شرعنا فأصح الأقوال أنه شرع لنا، وأن نبينا ﷺ متعبد به، ومما يدل على ذلك: ما ثبت في صحيح البخاري في تفسير سورة (ص) أن مجاهدا سأل ابن عباس ﵄: من أين أخذت السجدة في (ص)؟ فأجابه ابن عباس: أَوَمَا تقرأ: ﴿وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ﴾ ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ فسجدها داود، فسجدها رسول الله ﷺ. فعلى قياس هذا لا يبعد أن يوحي الله إليه أن هذا اليوم أنجى الله (جل وعلا) فيه موسى ويصوموه.
1 / 79