العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

آب ولد اخطور محمد الأمين الشنقيطي ت. 1393 هجري
110

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

محقق

خالد بن عثمان السبت

الناشر

دار عطاءات العلم (الرياض)

رقم الإصدار

الخامسة

سنة النشر

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

مكان النشر

دار ابن حزم (بيروت)

تصانيف

كما تَقَدَّمَ (^١). وقرأه الشاميُّ ابنُ عامرٍ: ﴿تُغفَرْ لكم خطاياكم﴾ بضمِّ (التاءِ) وفتحِ (الفاءِ) مَبْنِيًّا للمفعولِ. ﴿خَطَاياَكُمْ﴾ نائبٌ عن الفاعلِ في كلتا القراءتين. وقرأَه غيرُهما من القراءِ: ﴿نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ﴾ ﴿خَطَاياَكُمْ﴾ في محلِّ نصبٍ على المفعولِ به، و﴿نَّغْفِرْ﴾ بكسرِ (الفاءِ) مَبْنِيًّا للفاعلِ. وقراءةُ الجمهورِ أشدُّ انسجامًا بالسياقِ؛ لأن اللَّهَ قال قَبْلَهَا: ﴿قُلْنَا﴾، ﴿وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ﴾ وقال بَعْدَهَا: ﴿وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾ بصيغةِ التعظيمِ، فقراءةُ الجمهورِ أشدُّ انسجامًا وملاءمةً مع السياقِ من قراءةِ نافعٍ وقراءةِ ابنِ عامرٍ (^٢). و(الخطايا): جمعُ الخطيئةِ، والخطيئةُ: الذنبُ العظيمُ (^٣) الذي يَسْتَحِقُّ صاحبُه التنكيلَ، أي: نغفر لكم ذنوبَكم العظيمةَ. ثم قال (جل وعلا): ﴿وَسَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ﴾ للعلماءِ في تفسيرِ المحسنين هنا أقوالٌ (^٤)، والحقُّ الذي لا ينبغي العدولُ عنه أن لا يُعْدَلَ في تفسيرِها عن تفسيرِ النبيِّ ﷺ وهو قولُه لَمَّا سَأَلَهُ جبريلُ عن الإحسانِ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» (^٥). يعني: الذين كانوا أشدَّ مراقبةً لله في أعمالهم سيزيدُهم اللَّهُ

(^١) مضى عند تفسير الآية (٤٨) من سورة البقرة. (^٢) انظر: حجة القراءات ص٩٨، القرطبي (١/ ٤١٤). (^٣) انظر: المفردات (مادة: خطأ) ص٢٨٨. (^٤) انظر: القرطبي (١/ ٤١٥)، البحر المحيط (١/ ٢١٨). (^٥) البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان باب سؤال جبريل النبي ﷺ عن الإيمان .. حديث رقم: (٥٠)، (١/ ١١٤)، وأخرجه في موضع آخر، انظر: حديث رقم: (٤٧٧٧)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب: الإيمان والإسلام والإحسان .. حديث رقم: (٩)، (١/ ٣٩).

1 / 114