الأخلاق والسير في مداواة النفوس
محقق
بلا
الناشر
دار الآفاق الجديدة
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م
مكان النشر
بيروت
أعدل الشُّهُود على المطبوع على الصدْق وَجهه لظُهُور الاسترابة عَلَيْهِ إِن وَقع فِي كذبة أَو هم بهَا وَأَعْدل الشُّهُود على الْكذَّاب لِسَانه لاضطرابه وَنقض بعض كَلَامه بَعْضًا الْمُصِيبَة فِي الصّديق الناكث أعظم من الْمُصِيبَة بِهِ أَشد النَّاس استعظاما للعيوب بِلِسَانِهِ هُوَ أَشَّدهم استسهالا لَهَا بِفِعْلِهِ ويتبين ذَلِك فِي مسافهات أهل الْبذاء ومشاتمات الأرذال الْبَالِغين غَايَة الرذالة من الصناعات من الخسيسة من الرِّجَال وَالنِّسَاء كَأَهل التعيش بالزمر وكنس الحشوش والخادمين فِي المجازر وكساكني دور الْجمل الْمُبَاحَة لكراء الْجَمَاعَات والساسة للدواب فَإِن كل من ذكرنَا أَشد الْخلق رميا من بَعضهم لبَعض بالقبائح وَأَكْثَرهم عَيْبا بالفضائح وهم أوغل النَّاس فِيهَا وأشرهم بهَا اللِّقَاء يذهب بالسخائم فَكَأَن نظر الْعين للعين يصلح الْقُلُوب فَلَا يسؤك التقاء صديقك بعدوك فَإِن ذَلِك يفتر أمره عِنْده أَشد الْأَشْيَاء على النَّاس الْخَوْف والهم وَالْمَرَض والفقر وأشدها كلهَا إيلاما للنَّفس الْهم للفقد من المحبوب وتوقع الْمَكْرُوه ثمَّ الْمَرَض ثمَّ الْخَوْف ثمَّ الْفقر وَدَلِيل ذَلِك أَن الْفقر يستعجل ليطرد بِهِ الْخَوْف فيبذل الْمَرْء مَاله كُله ليأمن وَالْخَوْف والفقر يستعجلان ليطرد بهما ألم الْمَرَض فيغرر الْإِنْسَان فِي طلب الصِّحَّة ويبذل مَاله فِيهَا إِذا أشْفق من الْمَوْت وَيَوَد عِنْد تيقنه بِهِ لَو بذل
1 / 84