هو أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي المتوفى ببغداد سنة 243ه، وهو شيخ الجنيد، ويقول إنه سمي المحاسبي لكثرة محاسبته لنفسه، وقد ألف في الفقه والتصوف والحديث والكلام نحو مائتي كتاب. وكان الجنيد يقول: «كنت كثيرا ما أقول للحارث: «عزلتي أنسي» فيقول: كما تقول أنسي وعزلتي؟ لو أن نصف الخلق تقربوا مني ما وجدت بهم أنسا، ولو أن نصف الخلق الآخر نأوا عني ما استوحشت لبعدهم. وأنشد منشد بين يدي الحارث هذه الأبيات:
أنا في الغرب أبكي
ما بكت عين غريب
لم أكن يوم خروجي
من بلادي بمصيب
عجبا لي ولتركي
وطنا فيه حبيبي
فقام وتواجد وبكى حتى رحمه كل من حضره.
ومن كلامه: «خيار هذه الأمة هم الذين لا تشغلهم آخرتهم عن دنياهم، ولا دنياهم عن آخرتهم. حسن الخلق احتمال الأذى وقلة الغضب، وبسط الرحمة، وطيب الكلام. الظالم نادم وإن مدحه الناس والمظلوم سالم وإن دفعه الناس. القانع غني وإن جاع، والحريص فقير وإن ملك».
الجنيد
صفحة غير معروفة