هو في نظر الصوفية سيد علماء الآخرة على الإطلاق، توفي سنة 298ه، وكانت له أحوال لا يقرها شرع ولا عقل.
ومن كلامه: «إن الله يخلص إلى القلوب من بره، على حسب ما تخلص إليه القلوب من ذكره. فانظر ماذا خالط قلبك. الغفلة عن الله تعالى أشد من دخول النار. إذا رأيت الفقير فلا تبدأه بالعلم، وابدأه بالرفق، فإن العلم يوحشه، والرفق يؤنسه». •••
وفي كتب الغزالي عدد عظيم من الصوفية، يؤكد بكلامهم رأيه، وكان لأولئك الصوفية مصنفات معروفة، وكلمات مأثورة يتداولها الناس لعهده، وإنه لا شك في انتفاعه بتلك الآثار. والرغبة في الإيجاز هي التي أرضتنا عن الاكتفاء بترجمة هذا العدد القليل.
الفصل الرابع
منبع الشريعة
وأهم المنابع التي استقى منها الغزالي هو منبع الشريعة، ممثلة في الآيات والأحاديث والأخبار. ويرى غير واحد من علماء هذا العصر أن الأخلاق عند الغزالي هي عين الأخلاق الإسلامية، وهذا رأي غير صواب، ولكنهم حملوا عليه بما يرون من إكثاره في مؤلفاته من الآيات والأحاديث، وسترى كيف أخطئوا حين تقرأ ما فصلنا من آرائه في الأخلاق.
ويشمل هذا المنبع فقهاء المسلمين الذين تأثر الغزالي بآرائهم في المعاملات. مع أنه احتاط في النقل عنهم، ولكن هذه الحيطة لا تزيد عن مطالبتهم بمسايرة أصول الشرع الحنيف.
الإنجيل
اطلع الغزالي على الإنجيل، واستفاد منه، واعتمد عليه ما شاء في مؤلفاته. وهذا طبيعي من رجل مسلم أوصاه دينه أن لا يفرق بين أحد من الأنبياء.
ولا عبرة بما كتبه الدكتور زويمر في هذا الموضوع. لأن الدكتور زويمر يريد أن ينسب هداية الغزالي إلى مطالعته للإنجيل مع أن الغزالي لم يضل إلا حين تعلق بأهداب الآداب السلبية التي دعا إليها الإنجيل!
صفحة غير معروفة