فهنيئا لمن يراك ويعتبر!
بصراحة
إن كلمة بصراحة محط كلام، صرنا نكررها ولا نحس بها.
نفتتح بها كل حديث، ونختتم بها كل محاورة، ونحن على ضهر القضيب وهي في وادي قنوبين.
يقول الواحد منا لجليسه: «اسمح لي أن أقول لك بكل صراحة.»
وإذا قال له: «تفضل، هات الحديث» راح يخمع في كلامه كالحصان المشكول، ويمغمغ فيما يقول، ويقول كل شيء ما عدا الصراحة.
جاءني واحد يخلط مكالمته بهذه الكلمة التي تدور على لسان الكثيرين: «موش مظبوط؟»
يقولها ويحدق إليك منتظرا أن تجيب بنعم وتومئ برأسك كالجرذون.
ثم يتبعها بعبارة ثانية هي بنت عمها لحا: «مظبوط وإلا لا؟» ثم ينتظر هذا الرجل الصريح، فإذا أجبت بلا عبس، أقبل عليك بوجه كالقدر، ولكنه يريد أن يحكي، فيصبر عليك، ويعيد الكرة تلو الكرة، منتظرا أن تؤمن حتى إذا لم تفعل عند كل عبارة؛ نكزك بجنبك وقال: «ما لك لا ترد؟ احك وكن صريحا مثلي.»
ولما كان يشقني حديثه البارد وقلت له: تريد الصراحة؟
صفحة غير معروفة