============================================================
والعى وسفه العقول والعى على قدح فى المتميزين بخصائصها من أولياء الولة وخدمها بأشانيع لا يضرهم الله بها ، وأباطيل تعود بالمضرة على ناصبها ومرببها ، إقداما بجهلهم على كذب الارجاف ، وجرى على غلوائهم فى ذميم الاقتراف ، وحسدا لذوى التقدم والاختصاص ، وكيدا يظن معمله آنه يفضى من شرفته الحضرة بملابس نعمها إلى السلب والانتقاص ، فلا نقع الله غلة الحاسد، لا سدد عزيمة المكر الكائد ، ولا أمتع بجماعة أهل الحسد والمكر بنيل محبوبهم ، وجعل جمرات التأسف بجميل رأى أمير المؤمنين فى صنائعه متضرمة على قلوهم : ولو عقل هؤلاء الجهال لانتهوا عما يقولون، لأنهم يرجفون فيكذبون ، ويحكون فلا يصدقون ، ويتقريون بالميل والمحال فيبعدون ويسترذلون ، ويسلكون مسالك المكر والخداع ، "وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون".
وأنه انتهى إلى حضرة أمير المؤمنين ما أوقعه الخراصون من الإرجاف بصرفك عن نقابة ! الطالبيين ، وقبض يدك بعد البسط والتمكين ، وتعلقهم فى مواصلة التشنيع عليك بكذب الأقاويل وشبه الأباطيل ، تخلقا بدنىء الأخلاق ، واستمراراا على قول النزور والاختلاق، وما عراك لأجل ذلك من ضعف المنة بعدقوتها ، وكلال العزية بعد مضائها وبسطتها ، ولا بدع فقد يرجف الأشرار بالأخيار، ويولع ذوو: الننقص بذوى الفضل والأقدار . وما السيب الداعى إلى تغيير
صفحة ٢٧