175

============================================================

ما يعتلفه الدواب وعدم من يستقى عليها ، وبيعت راوية الجمل بثلائة دراهم، وراوية البغل بدرهمين.؛ وأخذ الطحانون في طحين القفة القمح خمسبة دراهم. ورد الخبر بان الوباء قد اشتد أيضا وعظم بدمشق.، ومات من أهل دمشق ألوف من الناس .

وفى يوم الأحد للنضف منه ، نزل أمير المؤمنين - عليه السلام - وشق البلك بدلالين وخلفه الخدم المقودون والمصطنعة ، وبين يديه الرقاصون ، فاستغاث إليه الناس بضجة واحدة : الجوع يا أمير المؤمنين ، الجوع ، لم يصنع بنا هكذا أبوك ولا جدك ؛ قالله الله فى أمرنا . وافتتن البلد بالضسجيج . ثم وصل إلى قصره بالساباض فى الصناديقيين بمصر على البحر ، ثم حضر أبو عبد الله محمد بن جيش ابن الصمصامة الكتامى وقد اختل عقله / وحاله ، فوقف تحت القصر . فلما رآه الخدم رثوا له وقال بعضهم ليعض : رجل كانت لله عليه نعمة ، دعوه يسأل أمير المؤمنين فعسى الله يرزقه . فرفع رأسه إلى أعلا القصر فشتم أقبح شتم ، وقذف أعظم قذف ، وبالغ فيما تكلم به ، ونادى بذكره أعظم نداء وأعلنه ، فتبادوإليه الرقاصون فلطموه حتى سقط إلى الأرض . ثم جروا برجله من الصناديقيين إلى القماحين بساحل الصعيد . ثم رفعوه من الارض ووضعوا عمامته فى عنقه ، وسيق إلى السجن بالشرطة ، وأمر متوليها بضربه بالدرة فضرب ثلاثين درة ، وأمر باعتقاله فاعتقله ابن كافى فى الشرطة السفلى فى مجلسه وأكرمه عن أن يضعه فى السجن .

وتزايد أمر غلاه السعر ، ونزل دواس بن يحقوب متولى الحسبة حصر ومعه الرجالة والسعدية وأحضر حمالى القمتح إلى المخازن والسماسرة ، فضرب بعضههم بالدرة، وهذدهم [و] قال : اكتبوا لى مخازن البلد . فكتبوا له مائة وخمسين مخزنا قمحا ؛ فوضع / الطوابع عليها وقال : إن امتدت يد إنسان إلى بيع شىء منها قطعت ؛ وانصرف.

صفحة ١٩٣