أخبار مصر في سنتين 414415
تصانيف
============================================================
وفيه اجتمع الوفد الحجازيون بباب القصر ، واستغاثوا وشكوا أنهم لقوا معضادا ، فقال لهم : القوا الشيوخا الذين يجلسون بحضرة مولانا - صلوات الله عليه - نما لقوهم قالوا لهم : القوا معضادا . فنادوا فى القصر وقالوا : يا قوم جتناكم و فارقنا أولادنا وأهالينا وقد هلكنا من الجوع ، فإن يكن ليس لكم بإقامة الدعوة ه و ليتة حاجة فاصرفونا فإنا قد يذل لنا الرغاتب فى القاعة الدعرة لفر امامكم بالحجاز ، فلم نأخذها ولم نجب إليها ، ونريد إنسانا يكلمنا ونكليه . فلم يجابوا بشىء . ثم أنفذ / إليهم بهاء الدولة مظفر الصقلبى صاحب المظلة من ماله ألف دينار ، فقالوا : نحن لا نأخذ إلا ما يصلنا به أمير المؤمنين ، وهذه الصلة التى وصلتنا بها فقد قبلناها ، والله مجازيك عليها ، ونحن نفرقها على ضعفائنا وعبيدنا . ففرقوها على خمس مائة نسمة فصار لكل واحد منهم من جملتها ديناران .
وفى يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت منه ، اشتد أمر الغلاء والقحط بمصر ، و بيع الخبز السميد رطلين بدرهم وربع ، والخبز الخشكار رطلين بدرهم، والحملة الدقيق بأربعة دنانير ونصف وقيراطين ، والتليس القمح بثلاثة دنانير ، وبيع اللحم أربع أواق بدرهم ، وتواثر الموت فى أكثر الناس ولاسبا الفقراء والمساكين وبلغ من أمر الناس أن جزارا طرح عظما لكلب فرآه رجل شاب مستور متعفف ، فطرد الكلمب وأخذ العظم منه ولم يزل يمتصه نيا إلى أن نال من مصه بلغة فطرحه من يده وذهب. ، وكان أكثر أكل الضعفاء وما يطعمونه أولادهم العساليج الخاشنة من القنبيط التى ينزعها! البقالون عن رؤوس الكرنب ويرمونها ، فيقتاتها الضفاء وباليسير من كسب اللوز وكسب السمسم ، وغلت سائر القطانى كلها ، والحبوب بأجمعها ، وحل بالناس ضر ومصعبة عظيمة ، وغلا الماء أيضا لتعذر
صفحة ١٩٢