والعلوم الإسلامية كان لها أثرها في دفع المسلمين قدما نحو كتابة التاريخ، والقرآن الكريم هو المصدر الأول لدراسة علم التاريخ عند العرب، ويليه الحديث والسنة، وكانت بداية التأليف العلمي في التاريخ وثيقة الصلة بهذين المصدرين.
ارتباط التاريخ بالحديث:
كان علم التاريخ العربي الإسلامي عند نشأته يقوم على دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والاهتمام بها وأخبار الغزوات ومن أسهم فيها من الصحابة رضوان الله عليهم، وكان مركز النشاط في هذه الحركة التاريخية يتمثل في مكة والمدينة، وكان المؤرخون الأول من المسلمين يعتمدون فيه على الروايات الشفهية؛ شأنهم في ذلك شأن رواة الحديث، فكان كل جيل منهم يستمد أخباره من الجيل السابق، وكان الخبر التاريخي يستمد من السماع عن الحفاظ الموثوق بهم وهو ما يعرف بالأسانيد، وهي وسيلة للإجماع على صحة الخبر، وهي نفس الوسيلة التي اتبعها المحدثون في روايتهم للحديث، مما يدل على أن التاريخ العربي عند نشأته سلك نفس الطريقة التي سلكها الحديث.
صفحة ١٥