الأجوبة الكافية عن الأسئلة الشامية
الناشر
مطبعة السعادة بمصر
تصانيف
أفراد من بعدهم.
(وعليه) أن لم يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة وأخذ بكلام المستنبط صحابيا كان أو من بعدهم آخذ بزبالة أذهان الرجال وكناسة أفكارهم، فانظر في حالة هذا المتهور الذي ورط نفسه وحملها تباعة عظيمة لهؤلاء السادة الذين هم خير القرون، المشهود لهم بالخيرية من سيد الرسل ﷺ وعليهم أجمعين.
(قوله) وكان جماعة منهم يكرهون الكلام في مسألة لم تقع ويقولون للسائل عنها: أكان ذلك؟ فإن قال: لا، قالوا: دعه حتى يقع ثم نجتهد فيه، كل ذلك يفعلونه خوفا من الهجوم على ما لا علم لهم به واشتغالا بما هو الأهم من العبادة والجهاد.
(صدق) والذي دعا العلماء غير المجتهدين تقليد المجتهدين في أقوالهم التي بذلوا جهدهم وأفرغوا وسع طاقتهم في استخراجها من أصولها الشرعية المنزلة بالنسبة لمن تبعهم عليها منزلة الفتاوى التي يأخذها الصحابي الذي ليس بمجتهد عن الصحابي المجتهد بلا فرق، ومن ادعى الفرق فعليه ببيانه هو خوف التقول على كتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ بغير علم، وأي فرق بين العالم الذي لم تبلغ درجته الأخذ من الكتاب والسنة والصحابي والتابعي اللذين لم يبلغا ذلك لو أمعن النظر صاحب هذا القول إمعان المدقق في قوله لخجل بنفسه لنفسه، حيث إنه يأمر المقعد بالقيام ويحمل غير المستحق للاجتهاد على الاجتهاد ما ذاك إلا ضرب من الجنون، وإفساد في الدين وتلبيس على المستضعفين من المسلمين؛ ليأخذ بالحظوة من قلوبهم، وإن كان في ذلك بعد من الله تعالى، اللهم خلصنا من حظوظ أنفسنا، وأعتقنا من رقها، فإنك القادر على ذلك، متوسلين إليك بحبيبك الأعظم ﷺ.
1 / 100